mardi 7 mai 2013


      مريم القروية  التي لم تثنها سنوات الجمر لا ترضخ بسهولة . لقد تعودت  على الكد وعلى العيش مما تنتج يداها . ان مريم  التي صمدت في وجه محن الطبيعة  لا تهزم اليوم بسهولة هكذا. لذا يجب عليها الرجوع الى الميدان الذي ألفت الفوز فيه على المصاعب صحبة عمار. وان الموت بين أحضان الطبيعة لأهون بكثير من العيش بين أكوام الزبالة.
في خضم انشغالهما بكيفية العودة الى القرية وبحثهما عن من يوصلهما اليها لم ينـتـبه أي من الزوجين الى تلبد السماء المنذر باقتراب قدوم عاصفة رعدية والتي غالبا ما تســبـب دمارا في مثل هذا الوقت من فصل الصيف. أدى التغيـيـر المفاجئ الى هبوب رياح عاتية تناثر من جرائها الغبار عبر الأزقة تبعـها سقوط رذاذ  سرعان ما تحول الى أمطار شبه طوفانـيــة غمرت مياهها الشوارع وامتدت سيولها الى داخل المباني الهشة. سارع الناس الى الاختباء بالمنازل وبالمحلات ولجأ عمار ومريم بدورهما الى الاحتماء خلف جدار احدى البيوت لكن شدة الرياح أجبرتهما  البحث عن ملجأ أكثر أمنا. اندفع الزوجان مطأطأي رأسيهما حتى وصلا متجرا فالتحقا بالمحتمين به.
-         لن تطول العاصفة. قال عمار بلهجة مختنقة. في محاولة منه للتقليل من روع مريم التي التصقت جبتها المبللة بجسدها النحيف.
الكل داخل المتجر الصغير يتعجل توقف الأمطار والرياح للعودة الى بيته أو ما بقي منها صامدا ربما في وجه الرياح. الا عمار ومريم فكانا يتمنيان البقاء بالمكان اتقاء لما يحدث بالخارج. بعد أن ظن الجميع أنها نهاية العالم بدأت العاصفة تهدأ شيئا فشيئا فشرع المختبئون في مغادرة ملاجئهم  وهم التاجر باغلاق المحل. ليجد الزوجان نفسيهما ثانية بالشارع وقد عم ظلام الليل ليضفي على المدينة جوا من الرعب لا مثيل له.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire