mardi 7 mai 2013


                                                      نهــاية المشـــــــوار
      قـالـت  وهي تـتـحسس خدي زوجها
-         ما بك ؟ هل تشعر بألم؟
-         لا مجـرد  ارهاق رد عمار.
  ليسـت هذه هي المرة الأولى التي يخفي فيها عمار الآلام التي تنخر جسده. مريم أدرى بذلك وهو ما دفعها الى القول
-         لا تقلق سنجد من يأوينا الليلة وغدا نغادر الى قريتـنـــا.
-         ترى هل سنوفـق في العودة؟ سأل عمار في حيرة.
-         طبعا. ولو أدى بنا ذلك الى السير على الأقدام.
-         تعال احتم تحت هذه السقيفة. سأطرق كل باب علني أجد قلبا رحيما يأوينا الليةفي انتظار الغد. لن أتأخر كثيرا. ودون انتظار اندفعت في ظلمة الليل. راحت تطرق الأبواب الموصدة  الواحد تلو الآخر وفجــأة سمعت صوتا ينـبـعـث من خلفها من بعيد فالتفـتــت نحو مصدر الصوت . انها الجهة التي تركت بها عمار منذ قليل. توقفت عن طرق الباب. أرهفت السمع فاذا بأحد يقول
-         انه يحتضر. مسكين. من تراه يكون؟
قفلت مريم عائدة بخطوات متسارعة. قاومت الريح. تملصت من أغواء الظلام  ثم جرت .
حول عمار التف ثلاثة أشخاص جاؤا لا تدري مريم من أين. ذلك لا يهم. لوكانوا هنا قبل دقائق لكان موقف مريم منهم شيئا آخر. أما الآن فحضورهم عديم الجدوى.فعمار اآن ممدود على ظهره وسط بركة ماء المطربعيدا قليلا عن السقيفة التي كانت تأويه.حول جثته الهامدة شق الماء طريقه مكونا ساقية كأني به يستعجل تغسيله.
اقتربت مريم من عمار مررت يدها على وجهه كأنها تريد أن تـتـحـقـق . تقدم رجلان  من الواقفين فحملا الجثة وانطلقا بها
سأل أحد الحاضرين
-         هل كان مريضا؟
ردت في تكاسل
-         بلى . منذ مدة.
-         هل لديك أقرباء؟ أو أبناء ؟
-         أجابت في ارتباك
-          لا..لا.
 ومررت لسانها على شفتيها المبللتين. كان لهما طعم مالح  فأيقـنــت حينـئـذ أنها دموعها .
    ذكرى تلك الليلة بقيت راسخة في ذهن مريم الى الأبد وقادة كنار غريبة.
بماذا احتفظت في ذاكرتها؟
بكل كلمة. بكل حركة. بل بكل التفاصيل. ليلة مرة لا تنسى. لا زالت تتـذكر ذلك الاسطبل الذي حمل اليه عمار حيث وضع جثمانه على التبن وقبعت هي بجواره . كيف انحنت قليلا فلامس وجهها للمرة الأخيرة وجه عمار.
ومرت الأيـــام. وأعادت مريم جمع القطع المتـنـاثرة من حياتها الا قطعة واحدة. عادت أخيرا الى حيث كان عمار يريد لها أن تعود.
توقفـت العربة في رجة نهائية. نظرت مريم من حولها الى الطبيعة فاستعادت فجأة جزءا من وجدانها المنهك . ونزلت  فأحست بالثرى من تحت قدميها وبكت.  أيام الماضي لم تعد الآن سوى ذكرى . من الدار التي توقفت  أمامها العربة خرج شخص . تقدم مبتسما مرحبا.
انه حفيدها (صابر) . ومن خلفه  أمه فاطمة. وفي غمرة الفرحة باللقاء  نظرت مريم فقرأت في عيني ابنتها كم سؤالا.
فقـــالــــت – سأقص عليك  ما حـــدث فيما بعد.....

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire