dimanche 5 mai 2013


وخالجت ذهن مريم عشـرات الأسئلة تنمو بسرعة تتطور في فوضى  تلتقي لتـتـشــابك كخيوط على نول نسيج آلي وكلما خيل لها أنها اهتدت الى حل توالت أسئلة وأسئلة. وأحست مريم قبل أن تهتدي الى أي جواب أن رأسها يؤلمها. يكاد ينفجر. يجب أن تهدأ لتفكــر بحكمة فيما بعد. هذا الارتبــاك وهذا الاختلاط في ذهنها أقرب ما يكون الى جنـــون. قالت في عشوائية لحاجتها الى التوازن الذي يحدثه الكلام.
-         أتســاءل.. لماذا هم في حاجة الى هذه الأرض البور. ان لهم من الأراضي ما يكفي لبنــاء مدينة بأكملها..
من يدري؟ لعلها ذريعة لارغامنا على الرحيل. وأظنها بداية لعملية تهجير كبيرة سوف تمس كامل السكان.
 وعم الصمت من جديد.. وتاه كلاهما في بوتقة من التفكير.
على الأقل سوف لن يكلفنا الرحيل الشيء الكثير.لازاد لنا ولا متاع.. وجدت مريم نفسها تقول رغم أنفها في سخرية مهينة.
صمت مزقته الزوجة بقولها – لسنا الوحيدين ضحايا هذا المصنع اللعين. فقبلنا كانت سعدية . والمرحوم صهرنا وآخرون ...
  لا ليست الطاحونة  المسؤولة وحدها عما يحدث . كان متوقعا أن تفلت الأرض من بين أيدينا لأننا لم نفكر يوما في الجهر أمامهم أنـنا نحن أصحاب هذه الأرض وليس المعمرون القادمون من ايطاليا ومالطا ومن بلدان أخرى. رد عمار غاضبا .
وعاد الصمت ليخيم على البيت وجالت مريم ببصرها تـتـمـعن جدران الطوب المتآكلة مرددة في نفسها بمرارة
-         هذا الكوخ الذي شيده عمار خصيصا لي والذي حملني اليه ذات يوم في اعتزاز وافتخارسيأخذه الغرباء منا لا لذنب سوى أنهم أرادوا تهجيرنا بعيدا عن أرضنا.
نقل صابر الخبر الى أمه فجـاءت مسرعة على أحر من الجمروقد كسا وجهها الجميل العرق المتصبب على جبينها وعلى خديها الحمراوين فأنبأتها أمها بما جرى وما ينــوي أبــوها فعله.
-         وأين تنويان الرحيل؟ سألت فاطمة في استغراب.
-         سنحاول الالتحاق بالمدينة مثلما فعل من سبقنا الى الرحيل.
-         وهل تظنين أن العيش في المدينة يسير؟
-         يسير أم عسير. لا خيار لنا اليوم.ردت مريم.
-         انكما على خطأ اذا ظننتما أن المدينة أفضل من الريف. الحياة هناك صعبة. تتطلب المال والقوة. وأنتما لاتملكان شيئا .قالت فاطمة في محاولة لصدهما عن الذهاب.
-         منذ متى أصبحت البنت تملي على أبويها ما يجب فعله وما لا يجب.؟..صاحت الأم ثائرة في وجه ابنتها.
   على الرغم من أنها تعودت منذ مدة على سماع مثل هذه الانتقادات الجارحة الا أن مريم أحست بوقع كلام ابنتها يمزق قلبها الحزين ثم ما لبتـث أن شعرت أنها أخطأت بالجهر في وجه فاطمة فحاولت التخفيف من وطأة ما بدر منها ق
-         لا تقولي هذا أمام أبيك .
رأى صابر في هذه اللحظة أنه يجب أن يتدخل لوضع حد للجدل فقال
-         ان بالمزرعة التي أشتغل فيها بيوتا شاغرة سأكلم صاحبها كي يسمح لكما بالسكن في احداها وبذلك ستبقيان بالقرب منا .
-         صابر على حق وصادق فيما يقول.انها والله لعين الصواب. سارعت فاطمة مؤيدة ولكن في محاولة يائسة.
      فالقرار النهــــائي بيد عمار. وعمار لا يريد أن يرى الأرض التي منحها شبابه تدوسها أقدام أناس آخرين وهو ينظر ولا يحرك ساكنا.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire