samedi 4 mai 2013


  وحـلـت النـكـبـــة.....
  كانت مريم يومها منهمكة في جمع عيدان الحطب لاشعال كانون الفحــم فلم تلحظ قدوم المحضر القضائي ( جورج) أو "النحس" كما يسميه السكان هنا. الموكل من طرف فرنسا بجمع الضرائب  ومتابعة الأملاك العقارية من مزارع وأراضي وبساتين.
حل وارتحل على جناح السرعة  بعد أن أبلغ عمار بالخبروسلمه وثيقة .
  وصلت مريم وعلى ظهرها حزمة الحطب وما أن دخلت  حتى رأت زوجها جالسا  على الأرض منطويا على نفسه واضعا يده على خده وعيناه نحو الأرض مشدودتان لا تفارقانها لحظة. لم يدر رأسه عند دخولها فأدركت بسرعة أن شيئا ما قد حدث.
وكأن عمار أحس فجأة بقدوم زوجته فأدار وجهه نحوها . وجه شاحب وعينان تكادان تقذفان دما.فهمت منهما مريم أن مصيبة ما قد ألمت. فارتعشت قدماها ورمت الحزمة جانبا لتسأل بلهفة
-         ما دهاك يارجل؟ لم أنت على هذه الحال؟ هل تحس بألم؟
-         فأشار اليها في حركة متثاقلة فهمت منها أنه يريد كوبا من الماء.
-         انتظرت مريم حتى شرب زوجها لتعيد طرح السؤال – ماذا حدث؟
-         فاستدار عمار نحوها وقال بلسان متلعثم  وهو يشير الى الوثيقة التي أخرجها من جيبه
-         سينزعون منا الأرض.هذا ما جاء به منذ قليل المحضر (جورج).أمامنا مهلة أسبوع لا أكثر ولا أقل لمغادرة البيت والأرض..
-         ماذا تقول يارجل؟ قالت  الزوجة غير مصدقة.
-         هز عمار رأسه ببـطء مؤكدا ما قاله وما سمعته.ثم أطرق هنيهة وأضاف
-         لقد منحت السلطة الفرنسية هذه الأرض للمعمر صاحب الطاحونة لبناء مخازن للقمح والشعير.
 ووجدت مريم نفسها تصرخ
-         مستحيل أن نتخل عن الأرض. الأرض أرضنا لا لغيرنا. نحن أولى بها من أي معمر. أجيال توارثت هذه الأرض فكيف لنا أن نتركها أو أن نعيش بدونها.
-         يجب أن نفكر في الرحيل. لم يعد لبقائنا هنا أي معنى أو منفعة انهم أصحاب القرار والكلمة الأخيرة تعود لهم..قال عمار
فردت مريم على الفور – الى أين تريدنا أن نرحل وكل شبر من البلد أضحى ملكا لهم.
ولم يرد عمار عن سؤالها. فما ينتظره أكبر من الاجابة عن سؤال مريم. وعليه من الآن أن يتدبر الأمر.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire