الآن وقد جاوز عمار سن الستين من العمر فان
قوته بدأت تفتــر مع مرور الأيام وهو ما
جعله لا يقدر على بذل كل ما تتطلبه الفلاحة من جهد فلقد صار يشكو آلاما في مفاصله وكم
من مرة أجبره المرض على التوقف عن العمل. ما جعل مريم كعادتها تمده يد العون غير
أن ذلك لم يكن كافيا فخدمة الأرض من اختصاص الرجال. كما كان يقول عمار.
-
ان زوجك بحاجة الى الراحة ويجب أن يتناول بعض المقويات كي يستعيد جزءا من
صحته. قال الحكيم آكلي لمريم بعد أن فحص عمار.
-
لكن عمار لا يحب البقاء مكتوف الأيدي ولو كلفه ذلك حياته. ثم من أين لنا بالفواكه والحليب والزبدة
وما شابهها ونحن لا نملك قوت يومنا؟ . أنت أدرى الناس بحالنا. عقيت مريم على كلام
الطبيب.
قال الطبيب – ان الدواء وحده لا يكفي ولا بد من
أخذ قسط من الراحة. ثم أضاف – على زوجك أن يزيح من باله الهموم فهي السبب الأول في
نخر قواه.
-
سوف أجتهد في اقناعه. قالت مريم
-
وهل لك غيره؟ ختم الحكيم كلامه مبتسما.
فعلا. لم يعد لها غيره. شقيقاتها لم تعد تسمع
عنهن شيئا منذ أن مات والداها.كمال هو الآخــر لا أحد يعرف عنه ان كان حيا أو ميتا.فاطمة
وصابر هما أيضا فقدا أعزما يملكان. ولا سند لهما الآن سوى مريم وعمار. ولكن كيف لها أن توفق بين حال زوجها ومتطلبات الأسرة؟ وجدت نفسها تـتـســاءل في حيرة وخوف.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire