jeudi 2 mai 2013


بعد مرور شهور عن الحادثة المؤلمة بدأت الأسرة تسترجع رويدا رويدا بعضا من توازنها وصادف ذلك اقتراب فصل الصيف
فكان لزاما على عمار  أن يتحرك.
-         يجب الشروع في الحصاد. قال عمار ذات ليلة وهو يمد ظهره لجذع شجرة التوت.
-         لم التسرع ؟   ردت مريم. لم لا تنتظر حتى تتحسن صحتك وتسترجع عافيتك. كانت وهي تكلمه تتأمل جسده النحيف وراحت تسأل نفسها وقد رق قلبها لحال زوجها.
-         كيف يمكن لهاذين الساعدين الهزيلين أن يتحملا مشاقا أكثر؟
وهل ياستطاعة هذا الجسد المتآكل أن يقاوم ؟ ألم يثنه تعاقب السنين الصعاب عليه؟ قالت مريم في نفسها في ألم.
التفت عمار الى زوجته وكأنه أدرك ما يجول بخاطرها ثم قال قي ثقة تامة
-         سترين. ستعود لنا قوانا. ستأتي بها الينا السنابل ونحن نكبش عنها بقوة بين أيدينا.
وبينما هما كذلك في تحاورهما جالسين في ضوء القمر تحت الشجرة يرقبان السنابل في تمايلها وترنحها كما يتأمل الآباء أبناءهم في كبرياء ودلال. اذ بفاطمة تلتحق بهما. انها الآن على وشك وضح حملها. وفي رأي الوالدين أن الحدث  سيكون فرصة كي تغير فاطمة من ميزاجها الذي التزمته منذ وفاة زوجها.
فانطواؤها على نفسها واعتزالها الناس أقلق كثيرا مريم التي لم تعد تحتمل رؤية ابنتها على تلك الحال.
قالت فاطمة وهي تتقدم في هدوء – الحرارة شديدة بالداخل لم أتمكن من النوم....
وسارع الأبوان- كعادتهما- الى التأييد. وهل لهما خيار آخر؟ بل هي الفرصة كي ينفـسا عنها ولو قليلا.المهم أن تتكلم فاطمة وأن تشعر بوجود أناس بقربها وأن تعود لها البسمة من جديد. في انتظار قدوم المولود فان الأبوين لم يتوقفا يوما عن الدعاء للابنتهما وما لبثا لحظة يمنيان النفس برؤية حفيدهما القادم وما قد يحمله معه للجميع من مسرات هم في أمس الحاجة لها.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire