مع الشروع في بناء المستوصف دبت الحركة من جديد
في القرية الصغيرة وعاد ضجيج العمال ليبعث نفسا جديدا في السكان الذين ملوا حياة
الروتين والفراغ الممـيـت . وقل عدد
البطالين فتحسنت ولو قليلا ظروف معيشة البعض من الشباب الذين انخرطوا بمقاولة
البناء منهم البـنـاؤون والمعينون والحراس. وهكذا وبعد أن كاد اليأس يتلف العقول
والأبدان بعثت الروح مجددا ولاح بريق طفيف لأمل ضئيل في رؤية انتعاش الحياة. قالت
مريـم وهي تخاطب ابنتها ذات يوم – ليت الأشغال تنتهي قريبا فأعالج هذه الآلام التي
تنغص جسدي وتؤرق نومي. فردت فاطمة في تهكم –
وهل
تظنينه زاوية من تلك الزوايا الدينية التي يقيمها أولياء الله الصالحين تأوي وتطعم
بالمجان؟
ان
هذه العيادة انما تـبـنى لصالح المعمرين وذويهم لتكون قريبة من مزارعهم . أما نحن
فنأتي في الدرجة الدنيا من اهتمامات السلطة الفرنسية
قالت
الأم – لكن أباك أخبرني أن هناك مستشفيات تقدم العلاج بدون مقابل.
قالت
فاطمة – ان ذلك متوفر في بلدان حرة الحكم فيها لسكان البلد .
فردت
الأم – كثيرا ما أسمع الناس يتحدثون هذه الأيام عن الحرية. ولا أفهم معناها.
وبينما
المرأتان في تحاورهما اذا بعمار يملأ صدر البيت ليصرخ في وجههما – اخفضا صوتكما . ان
للجدران آذان. ثم متى كان للنســـوة مجال آخر يتحدثن فيه غير شؤون البيت وتربية ألأطفال..
سكتت
الاثنتان لأنهما تعلمان ما يقصده عمار والتزمتا الصمت عملا بنصيحة الرجل. لكن بداخل
كل واحدة كان يدور ألف ســؤال وســؤال...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire