lundi 6 mai 2013


    - توقف قليلا .رجلاي لا تطيقان التحرك . هكذا ترجت مريم زوجها لما أحست بالتعب ينخر قواها.
       فرد عمار
-         واصلي السير ولو قليلا علنا نجد ملجأ نأوي اليه.
    ومع مرور الوقت أحس عمار بدوره بحرارة شديدة تغزو جسده وشعربرجلية ترتعشان. فتوقف وأسند جسده النحيف والمرهق الى جذع شجرة  بينما اتخذت مريم من جدار احدى البيوت  متكأ. لم يتفوه أحد بكلمة وراحا يترقبان أي حركة قد تدب بالشارع المظلم فتكون لهما ربما حبل نجاة . مرت الدقائق بطيئة والزوجان على أهبة الاستعداد لكل طارئ. فجـــــأة فتح باب أحد المنازل المقابلة من جهة الرصيف الآخر فلاح منه نور باهت انعكس ضياؤه على الجدارالذي آوت اليه مريم . خرج من البيت رجل يحمل كيسا وضعه على حافة الرصيف ثم هم بالدخول. تردد عمارقليلا ثم صاح
-         يا أخي... يا أخي.....
التفت الرجل خلفه ثم  تقدم  في اتجاه الصوت بحذر وما أن لمح الزوجين حتى أسرع نحوهما سائلا
-         من تكونا ؟ وماذا تفعلان هنا في هذا الظلام الدامس؟
أجــاب عمار
-    نحن من قرية الجبل  .   انـنـا بصدد البحث عن منزل أحد الجيران القدامى يقال له رمضان. عرف الرجل أنهما غريبين عن المدينة. فأطرق هنيهة ثم قال مازحا

-         وهل تظن أنك ستجد رمضان هذا في ظلمة الليل أم أن صاحبك هذا خفاش أم فأرلا يخرج الا بالليل. هيا بنا يارجل خذ زوجتك واتبعني.سنتحدث بداخل البيت. ذلك أفضل.
لم يتردد الزوجان في اللحاق بالرجل.
منزل  متواضع صغير ليس بالشكل والجمال اللذين كانت تتـصـورهما مريم عن مباني المدينة فالغرفة الوحيدة كانت أشبه بالكوخ الذي ودعته . أثاثها عبارة عن خزانة وحصير من الحلفاء ومائدة رتبت عليها بعض الأواني . باحدى زوايا الغرفة أقيمت مدخنة من الطين وبالقرب منها كانون الفحم عليه قدرمن الفخار. على الحصير المطروح على الأرض جلست امرأة وأمامها صحن به طعام الكسكس. توقفت المرأة عن الأكل وهمت بالترحاب  ثم أشار اليها الرجل فسارعت  بتقديم العشاء لضيفيهما..
بعد الفراغ من الأكل جلس الرجلان في ركن من الغرفة يتبادلان أطراف الحديث في أمور شتى عن صباهما وكيف قضاياه . عن الفلاحة. عن الحياة في الريف  وفي المدينة. بينما تطرقت مريم ومضيفتها الى معاناتهما اليومية والأمراض التب تنخر جسديهما فعلمت مريم أن المرأة تجاوزت الخمسين ولم تنجب. وأن زوجها ينحدر من جبال القبائل وكان مقيما بفرنسا لكنه عاد نهائيا بعد أن وصل سن التقاعد.
وأخذ النعاس من الجميع  فناموا نوما عميقا. 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire