mardi 7 mai 2013


    مع اطلالة الصبح ودع عمار مضيفه شاكرا مستعجلا وانطلق ومريم في البحث من جديد يسألان القاعد والقائم الكبير والصغير البقال والخضار فما استطاع أحد أن يجيب بما يبشر .
       وحل منتصف النهار والتائهان في بحثهما مستمران. وأحس عمار لأول مرة منذ أن وطأت قدماه أرض المدينة بمرارة الفشل .
  ومرا في طريقهما بنفر من الأطفال يلعبون بكرة من قماش وسط ساحة مهجورة. وقعت عين مريم على أحد الصبية شبها لها أن ملامح وجهه غير غريبة عنها فتمهلت في مشيها وراحت تحدق النظر فيه ثم اقتربت منه وسألته
-         قل لي يا ولدي ألست من عائلة رمضان؟ الشيخ رمضان...
 هم الطفل بالابتعاد. نظر يمينا وشمالا وكأنه يبحث بدوره عمن يحميه من هذه المرأة الأجنبية. ثم ما لبث أن عدل عن رأيه وقال
-         رمضان جدي. من تكونين ولماذا تسألين عنه؟
-         لأنني يا ولدي من عائلته. أليست جدتك سعدية؟
   قـطب الطفل حاجبيه ونظر الى رفاقه الذين التفوا من حوله
-         أجل جدي رمضان وجدتي سعدية . لكنهما ماتا منذ مدة.
  صدمت مريم فوضعت  يدها على فمها متأثرة بوقع الخبر ثم جمعت أنفاسها وقالت
-         خذني الى أمك أريد أن أراها.
   سار الولد ومن خلفه عمار ومريم يتبعهم رتل من الصبيان حتى اذا ما بلغ بيتا من الطوب ضرب على بابه الخشبي المتهالك تارة بيده وطورا برجله وهو يصيح
-         أمي .. أمي... امرأة تريد التحدث اليك...
  فتحت أم الطفل الباب وأطلت بوجهها . وما أن رأتها مريم حتى أيقنت أنها بنت سعدية . سبحان الخالق المصور. صورة طبق الأصل. دنت مريم من المرأة مبتسمة لكن فرحتها سرعان ما تبددت.
- لا ما عندنا دقيق ولا ملبس. اذهبي بعيدا. انصرفي. وأنت .مشيرة الى ابنها.  ادخل حالا  والا...
وبسرعة البرق أمسكت بذراع  ابنها وجرته اليها  ثم أغلقت الباب بقوة في وجه مريم وعمار مما استرعى انتباه الأطفال الذين انفجروا ضاحكين..
حاولت مريم التلفظ بكلمات لكن لسانها لم يطاوعها تراجعت  الى الوراء. لقد  شعرت فجأة بذل شديد .
لمن اللجـــوء الآن؟                            
استدارت مريم الى عمار لعلها تستقرئ في نظراته جوابا. لكن الرجل بقي صامتا مبهوتا.
لم يعد هناك مجال للشك. لا بد من العودة الى القرية . لا أحد هنا يهتم بمصير الآخر. أمثال مريم وعمار كثيرون. هناك مشردون يفترشون الرصيف ولا أحد ينتبه الى حالهم. أمهات. أطفال أيتام مستلقون وسط ركام من الأوساخ بملابسهم الرثة. نسوة على قارعة الطريق تستعطفن المارة للظفر بقطعة خبز أو بعض الفرنكات . سألت مريم نفسها – هل أريد أن أتحول الى واحدة منهن؟  لا . ردت في عزةنفس – مريم التي كانت بالأمس ابنة كبيرقومه لا ترضى لنفسها أ ن تـتـحــول الى متسولة. 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire