قرية عياضات تنهض من سباتها
في غضون
العقدين المواليين للأستقــلال والى غاية الثمانينيات لم يكن يوجد بالقرية نقل
للمسافرين فكانت الوسيلة الوحيدة هي سيارة نفعية لأحد الخواص يستقلها كل من له
حاجة بالمدينة أولاجراء فحص طبي أو أداء زيارات عائلية. حافلة النقل الجماعي
المهترية موعدها مرة واحدة في الأسبوع (السبت) تأتي قادمة من رأس الوادي ذهابا الى
برج الغدير فتجد في انتظارها العشرات من المسافرين فيكثر الزحام الى درجة الركوب على سقف المركبة( كما في الهند) .
أغلب
الركاب من الكهول والشيوخ أما النساء فلم يكن لهن مكان بسبب التقاليد واكراما وتقديرا لحرمة المرأة الا العجزة منهن. وعلى ذكر المرأة فوضع حملها كان لا يتطلب نقلها الى عيادة أو مستشفى
بل أن دور القابلة موكل لعجوز لها من الخبرة في التوليد باع كبير وقد ولد على
يدها عشرات المواليد دون أن يصابوا بأذى. أما الآن فالأمور تغيرت بطبيعة الحال فلا
يكاد يخلو بيت من مركبة. وعيادة القرية تستقبل المرضى من الصباح الى المساء.
بالاضافة الى وجود صيدلية خاصة. ولا خوف من الجانب الصحي.فالنساء بفضل الاعلام المرئي أصبحن يتقنن تربية أولادهن خاصة من جانب التغذية .بل وصرتا يفضلن الحليب الاصطناعي عن حليب الأم.
كنا
نزاول دراستنا الابتدائية بالمدرسة الوحيدة المشيدة على نمط البناء نصف الجاهز وهي
تعود للحقبة الاستعمارية ولا تزال قائمة الى يومنا شاهدة على مرحلة هامة من حياة
من هم الآن شيوخ وأجداد . بالقرب منها أنجزت الدولة مدرسة وبالجهة الآخرى من
القرية شيدت مدرسة أخرى ومتوسطة ساهمت بدور كبير في القضاء على معاناة الطلبة
الذين كانوا يتنقلون يوميا الى رأس الوادي وعين تاسرة.
اشتهرت
القرية بكرة القدم واحتل فريقها عدة مرات ريادة البطولة لكن قلة الموارد المالية
وعدم اهتمام بلدية عين تاسرة أدى الى عزوف اللاعبين عن الممارسة. و أصبح الفريق في خبر كان. من بين اللاعبين الذين تألقوا في السبعينات
الحارس (السعيد ض) والمدافع (عبد الرحمان
ب) وكذا المهاجم(بلقاسم ب).
في زيارته الى الولاية انتقل رئيس الجمهورية عبد
العزيز بوتفليقة الى القرية واطلع على المشروع الفلاحي الضخم والمتمثل في استصلاح
وتأهيل مئات الهكتارات لغرس الأشجار المثمرة بشتى أنواعها. وبفضل تفاني المستفيدين
تحولت اليوم الأرض البور الى جنة خضراء يتم كل صيف تسويق ما لذ وطاب من الغلة ومن
الفلاحين الجادين (البشير وأولاده) الذين أصبحوا قدوة لكل المهتمين بالقطاع
الفلاحي.
تعرف القرية الصغيرة نموا ديمغرافيا هائلا فمعظم السكان الآن شباب والعمران في توسع مستمــر فالى جانب العمارات القديمة يتم بناء مجموعة
سكنية جديدة كما استفادت القرية مؤخرا من 50 مسكنا جماعيا ومن حصة من البناء الريفي .
ويطمح المواطنـون أن يتحسن الربط بالكهرباء والماء لاقامة مرافق حيوية كالحمام والمخبزة.
ومن أسباب نهوض القرية من سباتها هو الطريق
الرابط بين برج الغدير ورأس الوادي والذي يعبر القرية وتستغله حاليا عشرات
الحافلات والسيارات صباحا مساء.والذي قضى على مشكل النقل نهائيا
ولو استغل السكان فوائد هذا الطريق لصالحهم كانشاء
ممطعم ومقهى ومحطة للبنزين ومحلات تجارية لعاد عليهم بفوائد جمة.