ذات يوم
من صيف 1795 قرر الصياد الشاب (معيش) من قرية عياضات ( لوازي
سابقا)
من ولاية سطيف أن يقصد
السهل القريب من مدينة جيجل والمحاذي للبحر حيث تعود صيد الحجل .
لماوصل وسار بضعة عشرات الأمتار داخل الغابة المجاورة أحس بضغط
غير طبيعي أجال بصره
يمينا وشمالا حول الأرض التي يقف عليها
وشعر أنها أكثر ليونة
ورخوة , ورفع رأسه الى شجرة الصنوبر المنتصبة فوق المكان
فلاحظ أن أحد عيدانه
عليه علامات حك في كثير من أجزائه كأن أحدا مد به
حبلا في عملية أشبه
بأخذ وجذب,ولكن ما علاقة الأرض الرطبة بالعود الملتوي؟
تذكر (معيش) قصصا تروى عن وجود كنوز بالمنطقة فقرر أن
يعود في اليوم الموالي ومعه
فأس ومعول وعتاد
هاهو بالمكان رفقة
صديقيه المسعود وجلول.شرعوا في اخراج التراب من حفرة قطرها أربعة أمتار
على عمق متر و عشرين سنتيمترا.
هنا ارتطمت فؤوسهم بسطح
صلب مما يدل على وجود شيء ما غير عادي. عادوا في الأيام
التالية بوسائل أكثر ملاءمة وتمكنوا من حفر بئر بعمق
ثلاثة أمتار ليصطدموا بألواح خشبية
غليظة محكمة التثبيت قد
تكون جذورأشجار فاعتقدوا أن تحت هذه
الأخشاب تكمن غايتهم.
تحملوا عناء كبيرا في
اخراج الأخشاب الثقيلة لكن دون العثور على شيء يشجعهم على
المواصلة في التنقيب.
فلقد
اصطدموا بالتراب من
جديد فما كان عليهم الا اخراجه مرغمين طامعين
ليصل بهم الحفر
الى عمق ستة امتار.ورغم التعب وخيبة الأمل عند
الصديقين الا أن( رشيد) شجعهم بالقول
أن شيئا ما لا بد أن
يكون في الأسفل. فحفروا وحفروا ولما
أدركهم اليأس
وهم على عمق تسعة أمتار
من سطح البير رموا عتادهم وعادوا الى القرية مكسوري الجناح
محبطين. يلوم الواحد الآخر عن تضييع كل هذا
الوقت والجهد في العمق جريا وراء
سراب.
عادوا في العام 1804 ولكن هذه المرة رفقة (لخضر) المقاول ورجل الأعمال رفقة فريقه الطموح . فلقد حكوا له ما وجدوا فدفعه الفضول وحب المال الى خوض المغامرة.
انطلق رجال الفريق في المهمة مستعملين السلالم وكانو
كلما حفروا عمقا بثلاثة أمتار
عثروا على الجذور الخشبية,فأخرجوها بمشقة لا
توصف.
وهكذا استمر بهم الحال الى أبعد من سبع وعشرين
مترا. لترتطم فؤوسهم مجددا بصخرة
مسطحة عليها آثار كتابة غير
واضحة .أخرجت الصخرة بعناء كبير لكن بعناية أكبر
لتتواصل العملية نحو المجهول ولما
أدركهم الليل أجلوا الأشغال الى
اليوم الموالي.
لما عاد العمال وجدوا ما لا يدفع على التفاؤل فلقد امتلأت الحفرة ماء .حاولوا افراغها لكن
لما عاد العمال وجدوا ما لا يدفع على التفاؤل فلقد امتلأت الحفرة ماء .حاولوا افراغها لكن
كلما ظنوا أنهم تمكنوا منها تضاعفت الكمية
أكثر.وبما أن طعم الماء
مالح فلقد تفطن صاحب المشروع الى أن البئر مرتبطة مباشرة بالبحر. ثم اتخذ
قراره بحفر
بئر مجاورة للأولى الى غاية عمق ثلاثة وثلاثين مترا.
وعند تحريك آخر صخرة
تفجر الماء وفاجأ العمال الذين ما صدقوا أنهم
نجوا بجلدهم خارج الحفرة. فلقد كاد ت
المياه المتدفقة تغمر أجسادهم المتعبة فتقضي عنهم.
أيقن صاحب المشروع أن الصخرة
كانت بمثابة صمام وأنه لم يبق
لبلوغ الهدف الا
القليل, لكنه أدرك في نفس الوقت ن العملية كلفته كل المال
فقرر التوقف نهائيا معلنا بذلك
افلاسه التام.
في سنة 1849 تولت شركة لشاب مبتدئ عملية التنقيب
من جديد باستعمال حفارة مناجم
وحصـــان , هذه المرة كل العمل يجري من على
السطح حيث تجلب الرواسب من القاع
مباشرة . أخرجت قطع معدنية صغيرة الحجم . البعض
تحدث عن استخراج صندوق
وسلاسل ذهبية.
لقد تيقن الجميع أن الكنز موجود فعلا لكن المشكلة في الماء المتدفق دون انقطاع.
في 1859 تأسست شركة مهمتها تجفيف البئر من
الماء, استعملت هذه المرة 63 حصانا
وفرنا حراريا. لكن الفرن انفجر خلال العمل فأصاب
العمال بالحروق ومات البعض فتوقفت
الأشغال عن غير طواعية مرة أخرى.
في عام 1891 ظن البعض أن الحل في حفر بئر مجاورة
لكن سرعان ما تبخرت أحلامهم
استمر
تسرب الماء دون انقطاع.
اكتشف مهندس فرنسي قائم على الحفر خلال ملاحظاته المعمقة شيئا
مهما وهو أن خلال
عملية الجزر لماء البحر تقل كمية الماء من البئر
فتفطن الى أن الصخرة التي أخرجها
المقاول (فريد) في عام 1804 كانت القفل المانع
لتدفق المياه وبنزعها جرى الماء في كامل
المنطقة المجاورة .لقد جاء اكتشاف (فريد)
متأخرا. أيقن المهندس الفرنسي أنه كان المتسبب
في مضاعفة تدفق المياه المنبعثة من البحر بفكرته
الفاشلة.
وتوقفت الأشغال مرة ثانية لقلة الميزانية .
تضاعف عدد الطامعين في الثروة وتكونت مجموعات
أتت من كل حدب و صوب , الكل
يحفر في كل اتجاه, تحولت المنطقة الى خنادق
وأبيار في جو من الفوضى العارمة لكن بدون
جدوى.
بدأت الشكوك تحوم على أن الكنز الخفي يكون ربما
قد "سقط" باحدى القنوات الطبيعية
بسبب كثرة عمليات الحفر التي تلت الاكتشاف الغريب
والتحولات التي شهدتها الطبقة
الأرضية جراء ذلك.
في 1965 لقي أربعة رجال حتفهم أثناء مغامرة البحث عن الكنز.
والى يومنا هذا لا تزال شركات تبحث عن جمع المال لاستكمال عمليات البحث غايتها قطع
سبيل وصول الماء الى الجزء الجاف من الأرض.
قدرت مصاريف التنقيب ما مقداره بالدولار
000. 500 .1
مبلغ قد يفوق الكنز المخفي بكثير...لكن الرغبة
في التفوق وطمع الشركات لن يتوقف هكذا .
ولأن
الحياة أمل فالأمل لن ينقطع مادام للحياة بقية.
...
انتظروني...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire