عاد عمي صالح الفلاح
الطيب من المدينة يسوق أمامه حماره المحمل بالمؤونة , وفي طريق
العودة عرج على مسجد
القرية أين صلى الجمعة. التقى هناك بأحد المناضلين وأخبره
بموضوع فاطمة. بقي
الرجل ينتظر اشارة من الثوار. ولما سنحت الفرصة
أقبلت مجموعة
من المجاهدين ليلا لتعود بعد ساعة محملة بالزاد ترافقهم
فاطمة في اتجـــاه جبل أولاد
حناش. بأحد المخابئ
تعرفت فاطمة على أرملة شهيد دربتها على
كيفية علاج المصابين
وتضميد الجروح وطهي الطعام والخياطة بل وحتى على كيفية استعمال السلاح.
نسق نفر من شباب القرية
عملية فدائية ضد
معسكر الملازم ( بو النواظر ) . ولما آن
الأوان أشعلوا نوادر
التبن المترامية بالقرية فتحول الليل الى
نهار. أجبر العساكر على
الخروج من المركز في
محاولة دفاعية لكن حسن تمركز المجاهدين نال من كثير من الأعداء
نادى فيهم الملازم
بالانسحاب الى الداخل لكن تموقع عناصر من الثوار شتت شملهم فهرعوا
في كل مكان.
استمرت المعركة لساعات
ولما أيقن قائد الثوار أن العملية أتت أكلها أمر جنوده
بالانسحــــاب . التقى
المجاهدون بالموقع المتفق عليه مسبقا ولا حظ القائد غياب ( فاطمة )
عن المجموعة. أسر (
فاطمة ) يعني هزيمة الثوار. استشهادها يعني خسارة كبيرة.
لا... فاطمة لم تمت .
هي الآن بمكتب الملازم ( بو النواظر ) فاجأته بطلقات من بندقيتها لكنه
لم يمت. تقدمت منه أكثر
بصقت على وجهه الشاحب الدامي وأفرغت الرشاش بجوفه .
لتخرج من الباب الخلفي
للثكنة محتمية بسيارات العدو الملتهبة والمفحمة جراء انفجار صهاريج الوقود.
في الليلة الموالية
للعملية دوى صوت (عيسى مسعودي ) من اذاعة الجزائر الحرة مبشرا
بنجاح العمل البطولي.
في 17 أكتوبر1961 وبقلب
باريس كان (سعيد ) ضمن المهاجرين المتظاهرين المؤيدين للثورة . ألقى عليه
البوليس الفرنسي
القبض ورمى به في نهر ( السان) . سجل ضمن قائمة المفقودين .لم تكن فاطمة تعلم باستشهاده.
عاشت لسنوات بعد الاستقلال ..... تنتظر عودته.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire