ليلة القبض على "الأميـــر "
خلال احدى الثورات التي سميت "بالربيع
العربي" دارت حرب شرسة بين أحد الحكام الطغاة ورعيته كانت الغلبة فيها في آخر الأمر للشعب
وقتل الطاغية, بينما فر أفراد عائلته .وتشتت شملهم في البلاد وكان من بينهم ابنه
الصغير الذي تنكر في زي متسول باحدى المدن البعيدة كيلا يعرفه الناس فينتقمون منه.غير أن الرجل لم يكن متعودا على
المبيت في الشوارع. فاظطر للبحث عن مأوى يقيه شر البرد . بحث حتى وجد خبازا وظفه
وآواه عنده. لكن قلة معرفة الشاب بفنيات
تحضير و طهي الخبز جعل صاحب المخبزة يندم
على تصرفه. فقام بعد أيام قليلة بطرده من المحل.في ليلة مظلمة وبينما كان
الشاب يتنقل في الشوارع بحثا عن ملجأ
واذا به يبصر أمامه رجلا يمشي الهوينا
تارة ويسرع طورا آخر ويقوم بحركات تنم عن
غيظ أو احباط , ظنه في الوهلة الأولى
مجنونا وراح يراقب تصرفاته خائفا . توقف الرجل وأخرج من جيبه شيئا يلمع ورمى به
أرضا ثم ما لبث أن جرى وهو يتمتم كلمات لم يتمكن الشاب من سماعها. دنا الشاب من المكان الذي رمى فيه الرجل الشئ فرأى على
مقربة من رجليه خاتما يلمع . نظر يمينا وشمالا كأنه يريد أن يتحقق أن أحدا لم
يراه.ثم أمسك بالخاتم وانطلق مسرعا دون التفاتة.وهو يمني نفسه" بصيد"
عظيم. ما ان ابتعد بأحد الأزقة حتى توقف قرب مصباح عمود كهربائى وأخرج الخاتم
ليتحقق من نوعيتها . لاحظ أن الخاتم غريبة الشكل محدبة في الأعلى . وبينما هو
يتأملها خرج منها دخان كثيف سرعان ما برز من خلاله رجل ليس ككل الرجال بل أنه
عفريت ....."تجمد" االشاب المسكين في مكانه فاتحا فاه. قال متلعثما – من أنـــت؟
رد العفريت – أنا خادمك الأمين. وفي رعب شديد تراجع
الشاب الى الوراء وتأهب لرمي الخاتم لكن
العفريت ترجاه – من فضلك لا تضربني. اطلب ما تشاء وأنا في الخدمة. تماسك الشاب وجمع قواه ورد – ان كنت خادمي فأعد لي ملكي المسلوب ومجدي الضائع. قال العفريت –
سوف أفعل, ولكن قبل أن أحقق لك مطمعك , علي أن أجرب صدق نواياك ازائ.
هدأ الشاب من روعه قليلا وأحس بالاطمئنان بعد خوف فقال – هل لي ببيت آوي اليه وغدا يجعل الله أمرا. لك ما تشاء, اتبعني. سار خلف
العفريت الى غاية منزل شاغر فتمتم العفريت بكلمات فتح على اثرها الباب.
قضى الرجل الليلة في الدفء ولما أصبح لم يجد العفريت
فاندفع خارج البيت خوفا من أن يفاجئه أهله. وفي الشارع تذكر كلام العفريت وكلمة
السر التي منحه اياها اذا ما أراد شيئا منه. فابتعد عن العيان بغابة قريبة وأخرج
الخاتم من جيبه ونطق بالكلمة . وما هي الا لحظات حتى خرج العفريت من الدخان
الكثيف المنبعث من الخاتم العجيب. (على السمع والطاعة. ماذا يريد مولاي؟؟)
-أريد طعاما شهيا وشرابا لذيذا... فرد العفريت –
سيكون لك ذلك وكل ما طلبت , لكن بعد أن تلبي طلبي الأول. فأنا لي مثلك مطالب لا أستطيع
القيام بها الا بمشاركة من بني البشر. (
يتبع).......
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire