ليلة القبض على "الأمير" 5(
والأخيرة)
الآن وقد جمع الشاب المال بما فيه الكفاية فقد انتقل الى المرحلة الثانية من اتفاقه مع
العفريت وهي استعادة عرشه .
قال العفريت – بما أنك أصبحت من أكبر الكذابين ولك المال الوفير فيمكنك البدء في الحرب على
أعدائك.
الشاب – ولكن كيف لي أن أخوض حربا لا أفقه من فنونها شيئا.
- لا تقلق. قال العفريت , سأكون ساعدك الأيمن . اذهب الى
المدينة, وهناك ابحث في الأحياء الفقيرة عن الفقراء والمساكين وخاصة الشباب من
قاطني الأكواخ والمتسكعين في الشوارع فصاحبهم واجلبهم اليك بمالك فانفق وعاون
وشارك في الرأي وقل لهم أن ما يعيشونه غبن وظلم يجب رفعه. لا تيأس. أعد الكرة مرات
ومرات واعمل في سرية. لا تلفت اليك الشبهات. لما انتهى العفريت من ن سرد نصائحه , قام الشاب فخبأ الخاتم واستعد للمرحلة المقبلة وهي الحاسمة في كل ما شرع فيه.
بعد مدة بدأ
الشاب تنفيذ الخطة, فجمع من حولة أناسا أغواهم بالمال جعلهم يثقون به ويثق بهم. جهزهم بالسلاح المتوفر من أسلحة بيضاء وبنادق الصيد
والسكاكين. أطلق على جماعاته تسميات "جهادية" مختلفة .بدأ في سلسلة من
العمليات الترهيبية والدعائية , فالتف
حوله الطامعون في المال وفي السلطة واتسعت رقعة نفوذه لتشمل القرى والجبال.
لم يتفطن حكام البلد في بادئ الأمر الى ما آل اليه حال
الناس من هول وفجع وتنكيل وتقتيل فقد كانوا يتناحرون فيما بينهم حول "من يحكم من" وفي نهب مال الشعب.ولما أحسوا بالخطر يداهمهم ويهدد مصالحهم لم يتوانوا لحظة في الأستنجاد ب"عفريتهم" من
وراء البحار. دارت معارك شرسة . أحرقت الديار والثمار,شردت أسر, قتلت أرواح بريئة.
أحس الشاب بضعف قواته وكان لزاما عليه تجديد قدرات
رجاله ففكر في الأستنجاد بالخاتم . عاد الى
المدينة منهكا مضطربا .وكم كانت الصدمة شديدة لما رأى البيت الذي يأوي الخاتم قد هد عن آخره ولم
يعد سوى مجرد ركام من الطوب والتراب. ذعر لهول الفاجعة. ما العمل ورجاله
هنالك في انتظار العدة والعتاد؟..
لا بد من خلاص والخلاص يكمن في الهروب ليس داخل الوطن
كالمرة الأولى ولكن هذه المرة خارج الوطن. فالخطر كبير والعقاب سيكون أشد ان ألقي
عنه القبض. آه يا عفريتي... تخليت عني وقت أنا بأشد الحاجة اليك.. ما العمل؟؟؟
حل الظلام فآوى الى بيت هجره أهله جراء الهول وانزوى
بركن من أركانه يفكر في حل ...نال منه التعب وأخذه النعاس قليلا . أيقظته صيحـــات
الجنود المتعالية المهددة
- لا تـتـحرك, ارفع يديك الى الأعلى . اقترب منه أحد
الضباط وصوب نحو وجهه المصباح اليدوي ثم صاح مهللا – هو... انه هو.
......بعد أيام من القاء القبض عليه , ظهر الشاب على
شاشات التلفزة العالمية بلباس برتقالي
اللون ,مكبل اليدين والرجلين بأحد أقفاص سجن " قوانتانامـــو".
( أمــــريكا ...هي العفريــــــــــت
والعفــــــريــــت ... أمريــــــــكا)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire