ذات ليلة باردة من ليالي
شتاء 1957 بمنطقة سطيف الجنوبية وعلى وجه
التحديد بقرية (
لوازي) قام الجيش
الفرنسي باخراج سكان القرية من بيوتهم عن بكرة أبيهم صغارا وكبارا ثم بادر الى
تجميعهم قرب نادر التبن الذي يتوسط المجمع السكني
وقف الملازم قائد
الكتيبة ذو النظارات الطبية من على سيارة
( الجيب) وألقى بنظاراته الجهنمية صوب الجمع
ثم أخرج مسدسه ليوجهه
نحو الأرض على بعد
أمتار من أرجل الواقفين ويطلق بضع رصاصات
تعالت معها
أصوات النساء
مرعبات لتمتزج ببكاء الأطفال. نزل الملازم من (الجيب) وراح يدورببطء
حول الحلقة البشرية التي كونها السكان يتفقد وجوه كل فرد
على حدا. عاد الى وسط الحلقة
وأمر جنوده
بإخلاء سبيل
الرجال والأطفال دون النساء. وليوجه أوامره من جديد الى العساكر باقتياد كل النسوة الى داخل
الثكنة. حاولت النساء
الهروب في كل اتجاه وارتفعت أصواتهن من جديد لكن الجنود تمكنوا
منهن وأجبروهن
على دخول المركز.هناك
داخل بهو فسيح وبعد انتظارساد فيه الرعب قلوب النسوة خرج فيهن
الملازم مقلبا وجه كل
امرأة بتمعن وبابتسامة
خبيثة تنم عن نوايا دنيئة وكان كل ما مر بامرأة لا يجد فيها ضالته أشار الى حراسه بإطلاق سراحها
حتى
اذا
وصل به الطواف الى زوجة
(السعيد) انحنى ثم أمسكها من يدها بعنف وأدخلها مكتبه في حركة باغتت المسكينة التي تشبتت بالأرض دون جدوى
وليصد الباب بدفعة قوية بكعب قدمه ثم يغلقه بالمفتاح. أدرك الجنود المقصد
فراحوا يقهقهون
ويصفقون غير مبالين ولا
مكترثين لحال الزوجة الشابة الجميلة. داخل المكتب الموصد من كل جهة
حاولت المسكينة الدفاع
عن شرفها بالتوسل تارة وبمحاولات التهرب طورا لكن الوحش نال
منها وفعل
بها فعلته المشينة. بعد ساعة أطلح صراح المرأة وهي ترتجف لا من البرد الذي صفع جسدها فقط بل من الفضيحة التي أوقعها فيها السفاح لتعود الى بيتها أين
وجدت كنتها على أخر من الجمر في انتظارها
بالباب .وما أن رأتها على تلك الحال حتى
أطلقت العجوز صيحات
وشتائم في وجه زوجة ابنها لا يقوى عليها الا الريح التي كانت تهب مضيفة للمنظر كآبة لا مثيل لها ورفعت العجوزيدها
لتبسطها على وجه
المسكينة . صفعتها على
وجهها حتى دمى خدها الأحمر المنتفخ من البكاء. ثم دفعتها دفعة قوية نحو الخلف أسقطتها أرضا وقبل أن تنهض صدت في وجهها الباب بعنف تاركة اياها بالخارج تجابه البرد القارس والرياح العاتية
. وجدت المعذبة
نفسها في مواجهة
ظلام الليل
انتابها الخوف وارتعش جسدها الجميل لكنها لم تنثني. لملمت نفسها الى غاية البيت
المجاور القريب
فطرقت الباب
متوسلة لأهله بالدخول . وقبل أن يفتح في وجهها
سمعت داخل
المنزل حركات وكلام حاد
يدور بين الرجل وزوجته ينم عن سوء تفاهم حول قبول أو رفض منح اللجوء للمرأة الضائعة
في الأخير تغلب المنطق على الارتجال والخوف وفتح في
وجهها الباب لتقضي
ليلة لم تغمض لها فيها عين
لم يحاول المضيف ولا
زوجته طرح أي سؤال لأنهما كانا يعلمان أنهما
سيزيدان الجرح ألما لا غير.في الصباح انتشر خبر
"الجريمة" بسرعة كانتشار الريح التي
كانت تهب على القرية
الصغيرة
غادرت المرأة مأواها في
سرية متخفية بواسطة قطعة قماش وتوجهت مترجلة بالطريق
الزراعي المؤدي الى جبل
( تيويــرة). .....
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire