mardi 19 février 2013

                                                                    الحلقة الثامنة

أدركت مريم أمورا كثيرة كانت تجهلها وتدربت على أعمال لم تكن تتقنها من قبل, فقد تعلمت من سعدية كيف تحلب الماعز وكيف تستخرج الزبدة من الحليب وساعدتها خديجة في كيفية غرس بعض الخضر وفي كيفية تصفية القمح وطحنه بالمطحنة الحجرية.
يا لصبــر عمار, استحملها كثيرا قبل أن تتعلم تلك الأشغال بل وعند كل نجـــاح كان يهنئها على كدها واجتهادها.
غرست مريم ذات مرة بذور البظيخ وراحت تعتني بها تنكش تربتها وتسقيها الى أن تحول محيط البيت الى جنة خضـــراء ما لبثت أن برزت على تربنها الثمار الصفراء لتضفي على المكان جمالا وبهاء.لما حـان وقت الجني حملت مريم بطيخة فاستبشر عمار لرؤية ذلك المنتوج وامتدح زوجته طويلا.
فردت مريم مبتسمة - كل هدا الثنـاء من أجل بطيخة؟ وأنت الذي وبفضل الله وعونه تنتج قناطير من الحبوب. ما عساني أقول عتك؟
فأجاب عمار - لكن هذه أول بطيخة من انتاج عرق جبينك. أنت ذكية حقا يامريم .
وحاولت مريم أن تخفي ابتهاجها فتظاهرت وكأن الأمر عادي جدا ولا يتطلب كل هذا المدح. فكانت هذه بداية نقطة تجول هام في حياة مريم. اذ انكبت على غرس شتى أنواع الخضر من لوبيا وفلفل وطماطم, مما جعلها وبفضل وفرة المنتوج تنوع في اعداد شتى أنواع الطعام.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire