lundi 18 février 2013

                                                                    الحلقة السادسة

حركت سلمى رأسها يمينا وشمالا غير راضية بكلام سعدية بينما فضلت خديجة التزام الصمت علما منها أنه من الصعب عليها اسكات جارتها أو اقناعها. 
- اسمك مريم . أليس كذلك؟ كل نساء الجوار يرغبن في معرفتك. حتى الأطفال تواقون لرؤيتك. لست أدري لماذا فكل النساء تتشابهن.قالت خديجة . لقد بذل زوجك عمار جهدا كبيرا أياما قبل قدومك. بنى غرفتين في ظرف قصير وبمفرده, بل أنه رفض يد العون من زوجي.
--هو من بـنـاه؟ لم يخبرني عمار بذلك.
-- أجل. هو الذي فعل كل شيء . الى درجة أنسته عمله الحقيقي الذي هو خدمة الأرض.
اذا هو الذي فعل كل شيء بنفسه, من أجلي, وأنا لم أشعر الا بالخوف من العيش بين جدران  بيت بناه هو بعرق جبينه.
شهـــرا بعد ذلك, لما تمكن الزوجـان من فك عقدة الغربة التي كانت بينهما,  قصت مريم على عمار ما علمت من جاراتها.
-لماذا لم تخبرني بأنك أنت من بنى البيت ليكون لنا؟
- من أين جئت بهذه المعلومات؟
- خديجة قالت هذا يوم التقيت بها وبعض الجارات عند الجدول.
- يالها من امرأة ثرثارة, لم لا تغلق فاها؟
- ولكني جد سعيدة بما سمعت , وأعتز بما أقدمت عليه من عمل, هكذا يفعل الرجـــال.
وتردد عمار قبل أن يضيف - وأنت زوجة صالحة, لقد تغيرت كثيرا في الآونة الأخيرة.
عندما تلمع الشمس وتخضر الحقول فتسر بجمالها الناظرين. عندما يكتشف فيك زوجك جمالا لم يحس به من قبل . عندما يكون بحوزتك مدخــر كــاف من الغلة , وسقف تحتمين وزوجك تحته, وفي أعماق أعماقك ذلك الشعور الصادق بقربك ممن تحـبـيـن , فهل لك مطالب أخرى غير هذه النعم؟ أوليس هذا ما كانت تحلم مريم به ؟ هي الآن تعيش في سعادة ما بعدها سعادة. تنهض الصبح فرحة وتنام الليل راضية مطمئنة البال.
لم يكن عمار ملاكا للأرض التي يحرثها, غير أن ما يخبئه الدهر قد يكون أفضل, كانت تردد مريم. للأسرة الصغيرة بغلان ومعز وزاد من الحبوب  تستهلك منها ما شاءت ةتدخر ما استطاعت لأيــام الشتـــاء. ../..

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire