الحلقة السابعة
تعود عمار أن يقصد مرة في الأسبوع سوق القرية المجاورة للتزود بما يلزم من مواد غذائية كالسكر والبن . وفي طريق العودة يمر ببعض الجيران للأستفسار عن حالهم, وكذا التحدث في أمور فلاحية وعن الطقس والاستعدادات الضرورية لمواجهة فصل الشتاء القادم.
من وقت لآخر تزور سعدية أو خديجة جارتهما مريم فتتبادلن كالعادة أطراف الحديث حول التدابير المنزلية وحياتهن الزوجية.
أما سلمى فانها لم تعد قادرة على الخروج من البيت لاقتراب موعد وضع حملها مما دعا بالجارات الثلاث لمؤازرتها ومساعدتها كلما تيسر لهن الحال. الملفت في سلمى أنها ليست كالأخريات, فهي دوما هادئة , بل ومنغلقة على نفسها. ورغم محاولات جاراتها اختراق الحاجز النفسي الذي يفصلها عنهن فانهن عجزن . ولم تعرف مريم سبب تهرب سلمى منها على وجه الخصوص, فسألت ذات يوم سعدية عن ذلك فعلمت منها أن سلمى كانت ترغب في الزواج من عمار. ولكن والدها أرغمها على الزواج من ابن عمها. فهي لا ترى نفسها سوى زينة بين يدي رجل لا تقاسمه أدنى شعور بالحب. يا لسوء حظ هذا المسكين, يرتبط بامرأة تفوقه مالا وجمالا ولا تقدم له أدنى عون. على عكس عمار, الذي وجد ضالته في مريم التي تبادله كل شيء حتى رغيف الخبز الصغير.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire