jeudi 14 février 2013

تزوجت أخوات مريم الثلاث قبلها بكثير. شلبية هي الأولى . كان العرس رائعا دام أياما وليال. وليمة كبيرة . هدايا من كل نوع. حلي كثيرة. كل ما يناسب بنت شيخ القرية (أو كبير الدوار كما كان يطلق عليه وقتئذ.) ثم جاء دور ياسمينة , هي أيضا تزوجت أحد ميسوري الحال. جرى الحفل على أحسن ما يرام. لكن لما حان دور زواج ثلجة . لم يتمكن الوالد من دعوة الجميع كما جرت العادة.بل اكتفى بأقرب الناس اليه في النسب والجوار. وكحلي لم تحصل ثلجة الا على الشئ القليل.
- ماذا سيكون نصيبك؟ - سؤال كثيرا ما كانت أم مريم تطرحه على ابنتها وهي تحضن وجه صغيرتها بين يديها.
-سيكون زواجي أجمل من زواجهن . ترد مريم مبتسمة. لتضيف- أوليس أبي رئيس هذه القرية وعمدتها؟
وتستبشر الأم لكلام ابنتها. فتذهب عنها تلك السحنة من القلق. لكن ذات مرة لما كانت تردد ذلك الاعجاب بأبيها اذ بأخيها الأكبر يقاطعها مغتاظا. كفي عن السخرية .. ألا تعلمين أنه لم يعد لوالدنا مكانة ولا أهمية بين الأهالي.
كانت تلك المرة الأولى التي تسمع فيها مريم أن والدها لم يعد ذاك الرجل المهاب والذي كانت تفتخر بالأنتساب اليه. فلقد قامت سلطات الأحتلال الفرنسي بتعيين عميل لها على رأس القرية.أو القايد كما كان يسمى آنذاك. فزعت البنت البريئة للخبر غير مصدقة. لكنها أدركت فيما بعد لما بلغت مرحلة الشباب أن والدها فقد الكثير من الجاه والرتبة والمال. ولربما ذلك هو أحد الأسباب الذي دفعه الى تزويج مريم بفلاح من القرى البعيدة لا يملك سوى قوت يومه... والحب الذي كان ينتظر من مريم أن تمنحه ايــــــاه.(../..)

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire