jeudi 28 février 2013



انقسمت آراء عمار ومريم حول زواج ابنتهما فاطمة فالأم ترىأن ابنتها لاتزال "طفلة" بينما يصر عمار على تزويجها . فالفتاة الآن في سن السادسة عشر وتقاليد المنطقة لا تسمح ببقاء البنت في بيت أبويها أكثر من ذلك. خاصة وأن كل البنات اللائ في مثل سنها هن الآن في بيوت أزواجهن.أو على أهبة الأحتفال بزفافهن. وهكذا وبعد أخذ ورد وبعد رفض طلبات العديد ممن تقدموا لخطبتها وقع القبول على شاب يرى فيه عمار صفات الرجل المناسب للظفر بابنته. وأولى تلك الميزات السلوك الحميدة,والثراء.
فالمترشح ابن وحيد لأحد المزارعين الأثرياء يملك من البساتين والمواشي والأراضي الشئ الكثير. ووافقت فاطمة دون تردد.وابتهجت مريم  راضية بنصيب ابنتها الغالية.
وجـــاء يوم الزفـــاف وأقبل المدعوون والمهنئون. ودوى بارود الفرسان وزغاريد النسوة ودق الطبول وتعالت أنغام المزامير فعمت الفرحة البيت الصغير وأقيمت الوليمة واستمر الحفل داخل وخارج الدار الى ساعة متأخرة من الليل. فكان في عظمة حب الوالدين لابنتهما العزيزة المدللة.
لاح فجر اليوم الموالي واقترب موعد رحيل فاطمة وجئ بالهودج وخرجت العروس بالبرنوس الأبيض الذي زادها جمالا وأناقة 
وصعدت . فتعالت الزغاريد لتمتزج بطلقات البارود وأنغام الزرنة. ثم انطلق الموكب يتقدمهالفرسان وجرى الأطفال خلفه معبرين عن فرحتهم على طريقتهم الخاصة مكونين مجموعات أشبه ما تكون بحرس المؤخــرة في الجيـوش.
تم ذلك ومريم قابعة بالباب تنتظر غير مصدقة فشعرت شعوراغريبا وأحست وكأن العالم من حولها قد هد عن آخــــــــــــره.
وشيئا فشيئا, اختفى الموكب عن الأنظار فعم المكان صمت رهيب, وشرع المودعون في مغادرة البيت منصرفين الواحد تلو الآخر,  وبدا لمريم أن البيت قد خلا بعد رحيل ابنتها. بل وأن الكون كله لم يعد له وجود.لأول مرة لن تبـيـت فاطمة تحت سقف والديها الكريمين. وحـاولـت مريـم لملمة دموعها فلم تستطع وأدارت وجهها لترى عمار وهو يحاول بدوره اخفاء دموعه خلف ابتسـامة شاحبة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire