mercredi 13 février 2013

أحيانا في الليل يخيل لمريم  أن  زوجها لا يزال على قيد الحياة, تتخيله يقترب منها رويدا رويدا عبر طبقـات ضباب كثيف فتمد يديها لاستقباله ولكن  سرعان ما تستيقظ مذعورة لتكتشف أن ذلك لم يكن الا حلما من تلك الأحلام  التي لم تعد تفارقها منذ أن فقدت زوجها. ويدنو الصباح ومعه يتحول الطل الرمادي الى نور ذهبي . فتسمع في البيت حركات النائمين وهم يستيقظون,يخرج الواحد تلو الآخر من البيت الصغير. حفيدها صابر, ابنتها فاطمة. -هل أنت سعيد بقربي ؟ سؤال كثيرا ما طرحته مريم على حفيدها . فيحرك صابر رأسه كعادته تعبيرا منهعن رضاه .
ما العمل؟ انها عادة امرأة عجــوز ترغب في الاطمئنان والطمأنينة.
من هنا من مكانها من على الصخرة القريبة من بيتها تجلس مريم كل صباح تتمعن كل ما يحيط  بها من سهول وجبال . من هنا وعلى بعد مئات الأمتار واذا لم تكن عيناها مغشتين بالدمع يترائ لها ذلك المبنى الأبيض الكبير. ليس المال وحده من بناه بل قوة وشجاعة الرجـــال. هي أعلم بذلك لأنها كانت شاهدة على مراحل بناء تلك البناية العالية البيضاء . شاهدت الجدران ترتفع شيئا فشيئا حجارة فوق حجارة على مر شهور بل أعوام. لقد تحول هذا المبنى الى رمز من رموز حياة مريم المليئة بالأسى والأحزان على مر عقود مضـت .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire