mercredi 27 février 2013

في البداية لم يكن عمار يولي اهتماما كبيرا لابنته الصغيرة  فلقد كان يمني نفسه بفتى ذكر يقاسمه حديث الرجال ومتاعب الأرض , لكن ولما بلغت فاطمة سنتها الأولى وصارت تناغيه"با", غير عمار من شعوره فراح يوليها عناية أكبر, يداعبها ويناغيها بدوره بلهجة الصغار وبحركات تثير ابتسامات وضحك الصبية.
كانت فاطمة جميلة ولا أحد يدري من أين ورتث ذلك البهاء. ولكم زاد مريم اعجاب الناس بابنتها تعلقا بها وافتخارا.وكم قالت في نفسها مرات ومرات , حلمت بالجمال فوهبني الله اياه في ابنتي.
لما بدأت الصبية تخطو أولى خطواتها خارج البيت صارت تلتسق برجلي والدها ليخرجها معه . وتخطو خلفه وسط الحقول.
حل فصل الخريف فشرع الفلاحون في الحرث فكان عمار من الأوائل ومعه مريم . كان يمسك المحراث بيد وينثر الحب باليد الأخرى. ما أن انتهى من الزرع حتى بادر الى ترميم سقف البيت تحسبا للبرد ولرياح الشتاء العاتية والثلوج. 
لحسن الحظ أن فاطمة لم تعرقل عملهما  فلقد كانت تقضي الوقت في مطاردة العصافير أو اللعب بالحصى .
كلما حلت جدتها ضيفة الا وتعلقت بحفيدتها الى درجة أنها أضحت تأتي خصيصا من أجلها ولكم حاولت مرارا أن تأخذها معها لولا اعترض مريم لأسباب وهمية كيلا تغضب أمها الحنون. سنتأتي لزيارتك يا أمي ومعنا فاطمة وسيكون لك متسع من الوقت معها. كانت تقول مريم لكن ذلك لم يحدث الا نادرا نظرا لارتباط كل من مريم وعمار باتشغالاتهما اليومية وعلى رأسها خدمة الأرض .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire