lundi 25 février 2013

وضعت سلمى حملها قبل مريم بأشهر. مولود جميل . كادت ولادته أن تقضي على حياة أمه فلا سعدية  تمكنت من الحضور بسبب مرض الزكام المفاجئ ولا خديجة الغائبة  عن القرية . مما اضطر زوج سلمى الى الأستنجاد بمريم في انتظار أن يذهب  رفقة عمار لاستقدام " لالا مسعودة" القابلة الوحيدة بالمنطقة .  فتدبرت مريم الأمر بمفردها قدر المستطاع  رغم قلة ادراكها بما يجب فعله في مثل تلك الحالة. وما أن رأت سلمى مريم تقف بجوارها حتى راحت تصرخ غير مبالية بحاتها - انصرفي من هنا , لا أريدك  اذهبي فورا.( لا لن أذهب) قالت مريم في نفسها. (ليس عدلا أن أتركها وحيدة . انه الألم يفعل بها ما يشاء. لا.لا يزعجني كن وأيقنت سلمى  أن مريم لن تغادر البيت, فغيرت من لهجتها - اذهبي من فضلك لا أرغب في بقائك بجانبي.
- لماذا؟ ردت مريم, أتكرهينني الى هذه الدرجة؟
- قلت لك انصرفي وسوف تتدبر القابلة الأمر فور قدومها.
- لا لن أدعك تموتــيــن. أضافت مريم في تحد قوي. 
قالت مريم ذلك ثم حاولت صرف سمعها عن صرخات جارتها التي ما فتئت أن هدأت كما تهدأ العاصفة الهوجاء مستسلمة للعرق المتصبب على جبينها وللآلام التي تنخر جسدها النحيف الجميل.
بدت ساعة انتطار القابلة أشبه بأيام ولم تعد مريم الى بيتها الا بعد أن تركت وراءها سلمى وبجانبها المولود الجديد. 
دخلت فبادرها عمار بالسؤال عن حالة سلمىو عن سبب تأخرها.
فأجابت - كانت ولادة عسيرة . ولو مساعدتي لما استطاعت القابلة فعل شيء.
كانت مريم جد مرهقة و في حال غيظ شديد. لاحظ عمار ذلك على وجه زوجته فقال وهويهم بالخروج - حسنا, ولكن لا تنسي أنك أنت أيضا حامل وتحتاجين الى كثير من الراحة. وأدركت مريم مدى صدى هذه الكلمات فلم تتماسك نفسها وشعرت فجأة بعينيها تذرفان دمعا. 


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire