الرئيس فـــي اجتمــــــاع ...
خرجت من البيت عند الفجــر محملا بوثائق ادارية سهرت على جمعها داخل ظرف بريدي وغلقها بأحكام كيلا تضيع مني.
وثائق تعبت في جمعها كثيرا قادني الحصول عليها الى أروقة مصالح ادارية مختلفة ومتشعبة من الولاية الى الدائرة ثم البلدية.
كان علي الاسراع قبل الآجال المحددة من طرف مصالح التعمير كي أستفيد من اعانة في اطار اعادة وترميم البناء الهش
الممنوحة منطرف الدولة للمعوزين من أمثالي.
خرجت من البيت عند الفجــر محملا بوثائق ادارية سهرت على جمعها داخل ظرف بريدي وغلقها بأحكام كيلا تضيع مني.
وثائق تعبت في جمعها كثيرا قادني الحصول عليها الى أروقة مصالح ادارية مختلفة ومتشعبة من الولاية الى الدائرة ثم البلدية.
كان علي الاسراع قبل الآجال المحددة من طرف مصالح التعمير كي أستفيد من اعانة في اطار اعادة وترميم البناء الهش
الممنوحة منطرف الدولة للمعوزين من أمثالي.
أدركت مدخل المدينة في الصباح الباكر. أغلب سكانها لا يزالون نائمين . على
امتداد الشارع الرئيسي المؤدي إلى الساحة الكبيرة
أبصرت المقاهي وأنوارها المتراقصة بين الأحمر والأخضر والأصفر متفاعلة فيما بينها متباهية زاهية، كأنها في حفل موسيقي . ركنت السيارة
بالقرب من إحداها ودخلت . كل من كان بالمقهى من العمال واقفين على المحسب يرتشفون
قهوتهم في عجل من أمرهم. طلبت فنجان قهوة ونظر ت إلى ساعة الحائط. مازال أمامي
متسع من الوقت.
جلست على المقعد ورحت أترشف بدوري وأتلذذ طعم قهوة الصباح التي بدونها لا
يمكنني أن أشرع في عمل. أنهيت قهوتي فخرجت بدوري وقد لاحت الشمس في الأفق وبان النهار جليا. ركبت سيارتي وانطلقت أنشد
دار البلدية . في البهو الفسيح جلس مواطنون
من الجنسين ينتظرون . انه يوم الاثنين ، اليوم الذي خصصه شيخ البلدية لاستقبال السكان. وهو سبب مجيء في هذا اليوم بالذات للمقر
الحكومي.
مرت ساعة كاملة ولا أثر لأي مسئول نشكو له حالنا . الموظف المكلف لا تغادر
فمه سماعة الهاتف . يجيب تارة ويهتف طورا .
ونحن نرقب تحركاته متمنين أن يلتفت صوبنا ليبلغنا بخبر يفرح صدورنا التي بدأ اليأس يسري إليها. تعالت أصوات بعض الحاضرين تطالب
بتفسير . وفجأة وقف الموظف ووضع يديه على المكتب ليقول لنا مبتسما – رئيس البلدية
في اجتماع ولا يستقبل أحدا منكم. عودوا
الأسبوع القادم في مثل هذا اليوم ، إن
شئتم. . هيا من فضلكم فانا لي اجتماع أيضا في مقر نقابة عمال البلدية . هيا...
هيا...
خرج الجميع ، منهم من التزم الصمت
ومنهم من راح يندد علنا بتصرفات المسئولين ببلادنا . سمع الموظف ما جاء
على لسان أحدهم فنصحه بالتزام الصمت مثل
بقية الجمهور وإلا استدعى الشرطة للقبض عنه.
المهم أن الجميع غادر . أحسست بضيق
في الصدر ووفكرت في شرب زنجبيل يهدئ من غيظي. فلجأت الى المقهى المقابل لدار
البلدية ، مقهى كبير مقسم الى نصفين يتوسط سقفه قوس من الجبس الملون يمتد الى غاية
الجدارين المتقابلين وقد ربط طرفاهما بستار حريري أحمر. أعجبت بالهندسة الفنية
للمحل فرحت أطل من خلف الستار. ماذا أرى ؟ رئيس بلديتنا في ضحك ومزاح مع رجل وامرأة على أرائك رمادية جالسين تتوسطهم
مائدة زينت بأغلى وأفخر المشروبات . هندام
الغريبين يدل على أنهما من المهاجرين
بأوروبا.
وما أن وضعت قدما الى الأمام حتى لحق بي الموظف الذي كان من المقرر أن يكون
في اجتماع نقابي هام ليخطفني خطفا الى الوراء. وهو يصيح في وجهي - ألم أقل لك أن الرئيس في اجتماع؟ ألا تفهم؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire