vendredi 6 mars 2015

المعلم  الذي لا يفقه في التاريخ
 كانت الجزائر في أمس الحاجة إلى إطارات مهنية في كافة التخصصات ولا سيما في مجال التربية والتعليم . و للقضاء عل النقص الهائل في سلك معلمي التعليم الابتدائي استنجدت الدولة الفتية برجال التربية من مصر وسوريا والعراق. أما في الأرياف فقامت بتعيين معلمين من ذوي مستوى التعليم المتوسط بل ومن الابتدائي في بعض القرى. المهم أن تبدأ عملية التعريب  وهي إحدى أهداف قيام الثورة الجزائرية ضد فرنسا.
 معلم بإحدى المدارس الابتدائية باغته مفتش التربية بزيارة مفاجئة فوجده بصدد البدء في تدريس مادة التاريخ لتلاميذ السنة الرابعة.  جلس المتفقد  إلى مكتب المعلم الذي عرى عن ذراعيه وأخذ عصا غليظة ضرب بها على المكتب فتطاير الغبار . قال المعلم مخاطبا الطلبة – رددوا معي .. ( المعلم) البربر ( التلاميذ) البربر (المعلم)  يعيشون في الماضي ( التلاميذ) من خلفه  - يعيشون في الماضي  (المعلم)  يأكلون  ( التلاميذ)    يأكلون  ( المعلم)  الحشيش  ( التلاميذ) الحشيش . واستمر المعلم وقد امتلأ وجهه عرقا واحمرت وجنتاه من الصياح وعم القاعة ضجيج وغبار . خاف المفتش على نفسه أن يصاب بأذى أو بمرض الربو . فأوقف المعلم (ولكيلا يحرجه) طلب منه تقديم درس في التاريخ الجزائري الحديث.
فقال المعلم – حالا سيدي المفتش.
وقف على المصطبة وسأل تلميذته – لماذا احتلت فرنسا الجزائر  سنة 1832؟
رفع الأطفال أصابعهم  منهم من سرد قصة المروحة ومنهم من أخطأ الصواب.
   اغتاظ المعلم وصاح فيهم -  لا هذا ولا ذاك بل السبب هو وجود البترول بالصحراء الجزائرية . ( تاريخ لم يكن فيه البترول محل تنقيب إطلاقا).

فما كان على المفتش الا لملمة أوراقه المبعثرة على المكتب والخروج مهرولا وهو يلتفت خوفا من أن يلحق به المعلم بعصاه .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire