mardi 10 mars 2015

  جريمة شبه تامة                                                                                  

 كانت ليلى منشغلة بمراجعة دروسها بالبيت .جالسة  الى مكتبها  بالقرب من النافذة  تنجز 
تمارين الرياضيات. لا تزال ليلى  ذات التاسعة عشر من العمر طالبة بالثانوي . كانت جميلة  ،  شعرها  أ شقر، عيناها خضروان ، و وجه مستدير كالقمر . انها تشبه أمها كثيرا.
من المقلمة أخرجت قلما وشرعت في الكتابة. كان تركيزها منصبا على حل التمارين الى درجة أن ضجيج غسل الصحون بالمطبخ لم يلهها  . كانت أمها بالمطبخ تغسل الصحون . انها  جميلة مثل ابنتها وفرحة بعد تعافيها من المرض.. راحت تغني وتغسل الأواني مبسوطة .و فجأة خيم الصمت، لم تعد ليلى تسمع صوتا لأمها  انتظرت قليلا ثم انتابها  القلق فتوجهت الى المطبخ.
اصطدمت بأمها جثة على الأرض على مقربة من باب المطبخ. تسبح  في بركة من الدم. صرخت مذعورة وضمت أمها اليها ثم خرجت للبحث عن مساعدة. وصلت الشرطة مكان الجريمة على الفور وشرع المحققون في رفع البصمات من على ملابس الضحية  ثم عثروا على السلاح الأبيض الذي استعمل وهو  سكين وعليه أيضا بصمات الجاني كان معلقا بالباب المؤدي الى الحديقة. . أخذت الشرطة ليلى لاستجوابها وأرسلت عينات البصمات للمخبر الجنائي.
 المحقق – هل سمعت شيئا ؟
 ليلى – لا لم أر او أسمع شيئا. كنت بالغرفة بصدد انجاز تماريني.
المحقق – هل لا حظت  خلال الفترة القريبة الماضية سلوكا غير عاد لوالدتك؟
ليلى – لا لم ألحظ شيئا. سمعتها تغني وهي في شغل  مهتمة بتنظيف أواني الطبخ.
المحقق – شكرا. سوف نستدعيك عند معرفة نتائج المخبر.
ليلى – شكرا ستجدونني عند جدتي.
جاءت النتائج مخيبة للآمال , اذ لم تتمكن الشرطة من التعرف على صاحب البصمات لأنه لم يكن من ذوي السوابق العدلية.أي لم يكن معروفا لدى مصالح الأمن.
- بعد أيام سمعت السيدة  " سامية" بالقصة كاملة، فتوجهت الى الشرطة وقصت عليهم ما حد ث لها تماما.
وأخبرتهم أنها لما كانت منشغلة في مطبخها ذات يوم سمعت حسا بالغرفة المجاورة ولما فتحت الباب رأت رجلا غريبا فر عند ما رآها. وقالت أنه ترك سكينا كان يحمله
مقدمة وصفا دقيقا للشخص. قامت الشرطة على ضوئه بنسخ  صورة مكبرة للمتهم المحتمل وعلى الفور تم التعرف على صاحب الصورة الذي  تبين أنه متسول ، بدون مأوى ويدعى" دحمان".
واصلت الشرطة تحرياتها وألقي عليه القبض متلبسا بسرقة بأحدى المحلات .

أوكلت مهمة التحقيق مع دحمان الى احدى الشرطيات فجلست تسأله -
-                  أخيرا وجدناك، بفضل ملف السرقات حيث مسجل اسمك . السؤال الأول – أين كنت يوم 8 مارس ؟
-                  (المتهم لا يرد.)
-                  لقد تعرفنا عنك بفضل بصماتك في سرقة محل  المجوهرات .
-                  سرقة مجوهرات ؟ نطق على الفور. أنا لم أسرق يوما محل مجوهرات.
-                  الشرطية – هل تعرف السيدة سامية ؟
-                  المتهم – لا ، لا أعرفها .
-                   الشرطية – ولكنها تعرفت عنك.
-                  بعد تشاور مع زميليها ومقارنة الأدلة التي تثبت تورطه قرر ت الشرطة  حبس المتهم  و غلق  ملف القضية .
-                  لكن الشرطية لم تكن مقتنعة تماما بل انتابها شك كبير . انها تعتقد أن دحمان ليس المذنب .ولذلك أعادت مقارنة البصمات التي وجدت على ثياب  الضحية أم ليلى وبصمات دحمان لتكتشف أنها غير متطابقة. فقررت مواصلة تحرياتها  دون علن  بمفردها.
-                  استدعت المتهم ثانية وقالت له – نحن نعلم أنك دخلت مسكن السيدة" سامية" ولكنك لست قاتل السيدة أم ليلى. اذا أردت أن نثبت براءتك فعليك مساعدتنا .
-                  طيب¨ أجاب الرجل. أنا رجل متسكع في الشوارع  ذهبت الى بيت السيدة سامية طلبا لطعام آكله. دخلت دون أن يرني أحد. كانت صاحبة البيت تغوص في النوم. تناولت ما وقعت عليه يداي ثم استلقيت على الأريكة. كنت أهم بالخروج لكن رجلا دخل متخفيا رأيته يعلق سكينا على الباب . أحس بوجودي فباغتني بضربة أفقدتني  وعيي. لما  عادت لي قواي  رحت أتفحص السكين المعلق. في هذه اللحظة باغتتني السيدة سامية  فرميت السكين وهربت.
-                  بعد هذه الشهادة، اتجهت شكوك الشرطية نحو زملائها فهم المؤهلون لتصفح ملفات المجرمين . راحت  تراقب  زميلها "موسى" العامل معها بخلية جرائم القتل. اطلعت بجهاز الكمبيوتر الذي يعمل عليه  فلا حظت مسحا لملف يتعلق بالسيد  دحمان. فما كان عليها الا فتح ملف المهملات بنفس الجهاز لتكتشف أنه لا أثر لسرقة  مجوهرات اطلاقا.  عادت الشرطية لتسأل دحمان مرة أخرى  عن صلته بشرطي يدعى" موسى" فأجاب – نعم أعرفه منذ الصبا. كنا صديقين في الصغر.
 راود الشرطية شك في أن الشرطي هو من دبر مكيدة لصديقه القديم. فقررت  اخبار محافظ الشرطة بالأمر. اندهش المحافظ . فموسى محل ثقة لديه. قال – موسى ؟ يستحيل أن يفعل ذلك .قالت الشرطية - أنا متأكدة منه. ولماذا يقدم على ذلك ؟ طلب المحافظ. لم تجد مبررا مقنعا فصمتت .
أياما بعد ذلك عثر على الشرطية جثة هامدة بمدخل مسكنها. كانت ابنتها " هالة" منشغلة بالمطالعة لما سمعت صرخة أسفل السلم . هرعت لترى أمها طريحة الأرض  وتبصر القاتل هاربا. أوصافه كما جاء على لسانها – طويل، نحيل، شعره أسود . لكنها لم تره الا من الخلف. عند مدخل دار الشرطة وجدت شرطيا أعلمته بما رأت . فطلب منها مواصفات الجاني. فأخبرته بها .
حسنا. عودي الى بيتك وسوف نخبرك بمجريات التحقيقات. الى اللقاء.
رجعت " هالة" الى البيت وراحت تفتش  عن سبب لمقتل أمها. خلال البحث عثرت داخل درج على مفكرة أمها ومن بين ما قرأت – يبدو لي أن " الشرطي موسى" متورط في قتل السيدة أم ليلى.
كان من المقرر أن نعمل على القضية معا لكنه كان يبعدني في كل مرة عنها. ولقد وجدت أنه مسح معلومات عن قضية  السيد دحمان من جهاز الكمبيوتر . بعد ولوجي سلة مهملات الجهاز اتضح لي أن "موسى" مسح سجل السوابق العدلية ل"دحمان".ولقد طبعت نسخة أحتفظ بها في مكان سري.- وعلى جناح السرعة انطلقت "هالة" صوب محافظة الشرطة أين استقبلها  أحد الأعوان فحكت له آخر ما توصلت اليه.
-                  هل المفكرة معك ؟ سأل الشرطي
-                  أجل .
-                  الشرطي - هاتها .
-                  ناولته "هالة" السجل الصغير فاطلع عليه ثم أعاده لها قائلا – حسنا، سأكلف فرقة بالتحري. وهل وجدت أشياء أخرى ؟
-                  هال – نعم وجدت نسخة مصورة لسجل السوابق الخاص ب" دحمان".
-                  الشرطي – حسنا، عودي إلى منزلك. شكرا هلى الإفادة.
-                  بعد أسبوع  اكتشفت الشرطة أن عون الأمن " موسى"  متورط فعلا في الجرم  ولكنها فوجئت بتواجده  خارج  البلد حسب تصريح المحافظ الذي قال أن الجمارك أعلمته بذلك.. لقد فر. على حد تعبير رئيس الأمن.
-                  أياما بعد ذلك وبينما كانت " هالة" منهمكة في المراجعة  ببيت جدتها، سمعت حركات بالغرفة المجاورة فأطلت  خفية لتجد " موسى" منشغلا يقلب أدراج المكتب والخزائن الواحد تلوالآخر . تيقنت أنه بصدد البحث عن المفكرة. فأغلقت على نفسها الباب وأخبرت الشرطة. حضرت الشرطة وألقت القبض على الرجل متلبسا بالسرقة  داخل البيت.
-                  قررت الشرطة اخلاء سبيل  المتسول " دحمان" المحجوز لديها.
-                  خضع " موسى" لجملة من الأسئلة  حاول في البداية التزام الصمت لكن "زملاءه القدامى" أ نبأوه بتخفيف العقوبة ان هو  أدلى بكل التفاصيل . فقبل مرغما.
-                  قال  مفصلا-  أتلقى قائمة بأسماء الضحايا من رئيسنا ، محافظ الشرطة، لقد ارتكبت في السايق خطأ  مهنيا فادحا، ووعدني بالتستر عني ان أنا نفذت مطالبه.  كان يقوم بعد كل جريمة بمسح آثارها أو يغلق ملفاتها تماما.
-                  غير أن الزميلة " أم هالة" كانت أذكى منا نحن الاثنين.
-                  سارع  أعوان الشرطة الى القاء القبض على " رئيسهم" الذي حاول بطبيعة الحال الإنكار في البداية  ثم ما لبث أن  انصاع للأوامر. حكم على " المحافظ ومعاونه ب 120 سنة سجنا نافذا (أي مدى الحياة.)   أما "هالة" فبعد التخرج من الجامعة اختارت أن تكمل المسيرة التي بدأتها أمها . انها اليوم ضابط شرطة بالأمن الوطني.

         ( في الحلقة القادمة نتعرف على قاضي  بالمحكمة بعيدا عن  كل الشكوك، لكنه كان  سفاحا باعترافه هو بالذات.)
-                   
                                

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire