jeudi 5 mars 2015

القرية التي تعانق السحاب (3)

مضت العطلة الصيفية متباطئة في نظر كمال. تمنـاها لو لم تدم إلا أياما معدودات ليعود إلى "القرية التي تعانق السحاب" وليعانق بدوره  ولو من بعيد عن مرماه  مكانا  ألف  النظر  فيه  مساء  تلو  صباح  انه بكل بساطة "عش الجميلة" المختبئ بين أشجار بساتين التين والعنب والرمان.  . عاد التلاميذ الى مقاعد الدراسة قدامى وجددا ووجد المعلم نفسه مرة أخرى مرغما على التدريس لمستويين مختلفين . اشتكى حاله لمفتش التربية فنصحه بتقسيم التوقيت اليومي على الصفين اذ من غير الممكن تعيين معلم آخر لعدد لا يتعدى مجمله العشرين متمدرسا.  انه عمل مضني ومرهق لكنه لم يثن عمار عن  التقدم  بتلاميذه من حسن الى أحسن. 
ظهر ذلك جليا  في تحصيلهم العلمي مما أكسبه اعتراف الأولياء أنفسهم .
يترك الأطفال المقاعد فينزوي المعلم بركن من الساحة ويمد ظهره للجدار صوب بيت الجميلة يراقب كل حركة تدب في ساحة الدار الفسيحة لعله يبصر اشارة  منها اليه.
مرت الأيام متشابهة ، جد ولعب و...عشق ،  عشق عن بعد لمعشوق قد لا يحب. وفجأة تسارعت الأحداث . نزل خبر استدعاء كمال لأداء الخدمة العسكرية كالصاعقة. أمامه أيام قليلة للالتحاق بصفوف الجيش . انتشر الخبر وعم الحزن الجميع تلاميذ وأولياء . حينها وحينها فقط خرجت الجميلة عن صمتها راحت مرسلة أخاها الأصغر حاملا رسالة  حب. الحب الذي فتت قلب كمال شهورا طويلة وليستمر على امتداد سنتين كاملتين من الشك .
التحق كمال بالثكنة وانغمس في التدريب العسكري، جو  أنساه الحياة المدنية  لكنه لم ينسه " جميلته".
انه يعيش الآن على أمل رؤياها ،  لقياها ،امتلاكها له وحده دون سواه من البشر . سنتان من البعد  قد
تحملان الكثير من التحولات.                                                  

                                                                     الى اللقاء في الحلقة (4)

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire