samedi 2 mars 2013


بينما كانت مريم منهمكة في سحق الفلفل الأحمر رفعت رأسها فاذا بفارس يطل من خلف الأشجار وخلفه امرأة خيل لمريم أنها تعرفها. انها "فاطمة" قالت ذلك ثم اندفعت صوب الفرس . - يامرحبا، يامرحبا . أمي ، أمي... صاحت فاطمة.
فردت عنها مريم والفرح يغمرها- ابنتي العزيزة . يالفرحتي .
وما أن نزلت البنت حتى ارتمت بين أحضان والدتها والدموع تنهمر على خديها الحمراوين.
- هيا ندخل. سأخبر والدك في الحين. انه قريب من هنا.
وامتثل الضيفان لدعوة مريم فدخلت فاطمة وتبعها زوجها ولكن في تثاقل واضح. لاحظت مريم ذلك فسألت ابنتها- ما به هل هو مريض؟
فانفجرت "فاطمة" حينها بالبكاء . فما زاد ذلك مريم الا حيرة واستغرابا. فوجهت السؤال هذه المرة لصهرها. فتلعثم لسانه ولم يرد. 
دخل عمار فحيى ضيفه وعانق ابنته ثم تبادل الرجلان أطراف الحديث حول مواضيع شتى ثم عم البيت صمت رهيب قبل أن يبادر الصهر بالكلام.- لقد انتظرت ياعمي عمار سنوات قبل أن أتخذ القرار النهائي، فلقد عرضت ابنتكم "فاطمة" على عدد من الأطباء فأثبتوا لي أنها غير قادرة على الانجـــاب. وانتم تعرفون تقاليد المنطقة وعادات الناس. ان والدي طلب مني أن أطلق "فاطمة" فرفضت وتركت ورائي كل ما أملك بدل  أن أفرط في زوجتي. فاعتبروني من الآن فصاعدا ضيفا الى أن أدبر الأمر وأستقر بالقرب منكم. لآعمار ولا مريم استطاعا أن يعلق على ما سمعا.كانت وقع الصدمة رهيبا. لم يكنا يتوقعا أمرا كهذا.طأطأت مريم رأسها ووضعت يدها على جبينها كأنها تبحث عن جواب ثم قالت- ما عسانا نفعل وكل شيء بيد الله . لا تحزنا. ولا تقنطا من رحمة الله.
- أنتما منا ونحن منكما.لكن ليس من حقنا التفريق بين الأب وابنه. - ولا نريد أن يقال عنا ذلك .أردف عمار. المهم الآن أنكما بين أحضان آمنة وسيجعل الله في القريب مخرجا .
- قد تكون "فاطمة" مثلي، فلقد عانيت كثيرا قبل أن يرزقني الله بولدي"كمال"،هل تتذكرذلك ياعمار؟
فحرك عمار رأسه ثم قال- علي أن أقبض على ذلك الديك الماكر لأنحره. ونحتفل الليلة بمقدم ضيفينا . فاكرام الضيف واجب.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire