عمي
دحمان رجل في الستين من العمر. تقاعد بعد أن قضى العمر حارسا بالبلدية , راتبه لا
يفي للحاجيات اليومية للأسرة المتكونة من خمسة أفراد كلهم في عداد البطالين. فكان
لزاما عليه أن يتدبر الأمر حيث وجد وبعد جهد جهيد واتصالات بالأقارب والأصحاب
والمعارف شغلا كحارس بالليل. ولكن هذه
المرة بمقاولة للبناء. وليساير تكاليف الحياة اضطر لأن يقوم هو دون غيره من أبنائه
بالذهاب مرة في الأسبوع الى سوق المدينة حيث الخضر والبقول بأثمان أرخص من محلات
ودكاكين الحي. كان دائما يقتنص السلع الأقل غلاء بالسوق ولو لقلة جودتها. المهم كما
كان يقول أن تمتلئ البطون ,والسلام.
ذات
يوم وبينما هو يقترب من مدخل السوق اذ به يسمع أحد الباعة يصيح مادحا بضاعته وبسعر
زهيد كما كان يردد . وقع عمي دحمان في الاغراء فدنا من الخضار الذي أحاط به
المتسوقون من كل جهة,كل يريد أن يحصل على "الغنيمة" قبل نفاذها.
-
اعطني 2 كلغ من هذا الصندوق من فضلك. قال عمي دحمان . مشيرا يأصبعه . نظر الخضار
الى دحمان نظرة كلها غضب و استياء ثم قال- ذاك التفاح ليس للبيع. خذ مما أخذ الناس أو انصرف ودعني
أبيع بضاعتي كما يحلو لي .. وبينما كان
العم يهم بالانصراف تفاجأ بتغير في لهجة البائع, نظر خلفه فرأى رجلا يبدو من خلال
هندامه وملبسه أنه موظف بادارة حكومية. فدفعه الفضول لمعرفة سبب البشاشة التي بدت فجأة
على الخضار. رأى عمي دحمان والحسرة تعصر قلبه البائع يفتح صندوق التفاح الذي منع
هو منه وشاهد كيف أن " الموظف" اختار بنفسه التفاح فما كان على الخضارفي
أخرالأمر سوى أن وضع السلعة في كيس بل ودعمه
بكيس آخر. هم الرجل باخراج النقود من
جيبه, فاعترض البائع وأقسم أن لا يأخذ منه ولو فلسا واحدا. بعد ما ذهب الرجل عاد
عمي دحمان الى البائع بغية لومه على الأسلوب الذي تعامل به معه ولطريقة التعامل مع
الزبائن بتفضيل هذا عن ذاك. فما كان على الخضار الا الرد وبابتسامة عريضة قائلا –
ألا تعرف من يكون ذلك السيد يا شيخ؟ انه
مراقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب الأسعـــــــــــــــــار.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire