lundi 4 mars 2013


مرة أخرى يجد عمار نفسه وحيدا مرغما أكثرمن أي وقت مضى على الكد والجد من أجل اعالة أسرته التي بدأت تفقد شيئا فشيئا
نمط الحياة السهلة التي عاشتها أيام كان كمال يشتغل بالطاحونة. لحسن الحظ أن موسم الحصاد على الأبواب.
أما كمال ، فاعتاد منذ أن غادر المنشأة  على التردد على المدينة يروح ويجئ دون أدنى تفسيـــر.
ذات صباح، بينما كانت مريم منهمكة في نشر الغسيل، اذا بها تبصر ابن سلمى الأصغر يخترق الحقل جريا كأن خلفه كلاب جائعة  تريد أن تمزق جسده النحيف شبه العاري، ما ان اقترب من مريم حتى بادرته بالسؤال.- مابك ياولد؟
- ان العساكر بالقرية يجندون الشباب في صفوف الجيش الفرنسي. يسيرون بالأزقة ،يدقون الطبول وينادون - أيها الشباب البالغ سن 18 سنة، هبوا الى صفوف القوات العسكرية. تنالون مرتبا شهريا وحياة مشوقة، لا تتأخروا .
رمت مريم النشير على الأرض وأمسكت بيد الصبي تسأله- وكمال؟ هل رأيت كمال؟
- لا لم أره.
أخفت مريم وجهها بين يديها كأنها تريد الافلات من الحاضر.أحست بدوارينتابها، فأسندت ظهرها الى جذع الشجرة.
لم يهدأ لمريم بال ولم تذق طعام العشاء الا بعد أن ملأ ابنها صدرالبيت فأخبرته  بما سمعت فأكد له الخبر.
واغتنم كمال فرصة الحديث مع أمه ليخبرها أنه ينـــوي السفـــر الى فرنسا للعمل هناك. فاغتاضت مريم وأمام الحاح ولدها غيرت أسلوب الاقناع بالتخويف من الغربة والاحساس بالوحدة، ومرارة البعد عن الأهل والأقارب.
- انها فرصتي، ولن أضيعها . الأجور هناك مرتفعة وهذا ما يساعدنا على تحسين معيشتنا .ما جدوى بقائي هنا؟ قال كمال.
- لكنك غير مؤهل، ربما، للأشتغال بمعامل متطورة كتلك التي موجودة بفرنسا.ولا تحسن التحد بالفرنسية .قالت مريم، محذرة.
- سوف يلقنونــنا أصول الشغل. هذا ما علمته من بعض العائدين من هناك. عادوا لرؤية ذويهم محملين بالحقائب والمال. وسوف أجتهد لأكون مثلهم، وسوف أعود يا أمي ومعي لك هدايا كثيرة. صدقيني.
وسكتـت مريم مكتفية بتحريك رأسها، مبتسمة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire