vendredi 1 mars 2013


في الصباح كان كل شئ قد هدأ وكل شئ قد ذهب أدراج الرياح. المساحات التي كانت بالأمس حقولا وبساتين أصبحت مجرد برك تطفو على مياهها أوراق الشجـر والنباتات . بعض السكان نجا من الكارثة لكن دون مأوى. هلك من المواشي الكثير . تهدم بيت سعدية, رمت الرياح بالسقف الى الأرض وانهارت الجدران. أصيب زوجه بجروح وهو يحاول انقاذ ما يمكن تنقاذه من أغطية وملابس .
- حمدا لله أننا بخير. كانت ترد سعدية على كل من يحاول مواساتها في محنتها.
قالت مريم بعد أن تفقدت الوضع من الداخل والخارج - علينا أن نصلح ما نستطيع اصلاحه فلعل العاصفة تعود الليلة. ثم لا تنس أننا فقدنا كل المأونة بما فيها الدقيق الذي كنت أخزنه. 
- من أين لنا بالدقيق وأنت ترين بأم عينيك المسالك المقطوعة. ثم أني لا أظن أن طاحونة "الحاج رابح" قد نجت من الكارثة .
ودون انتظـــار, ركب عمار حماره واتجه نحـو القريـة ليعـود بعد ساعات فارغ اليدين. طفت بجميع المخازن دون أن أعثر عن طحين أو قمح.
-  من أين تريدني أن أجيئكم بالقمح اذا كنتم أنتم معشر الفلاحين لا تملكون منه شيئا؟ . قال الحاج رابح مخاطبا عمار. ةهذا ما نقله عمار الى زوجته عندما ألحت في طلبها.
- والحل؟ سألت مريم.
لا تقلقي سأتدبـــر الأمر. رد عمار مهدئا كعادته. علمت من أحد هناك أن تاجرا باحدى القرى الجبلية بحوزته بعض القمح.لكن سعره غالي . سأتنقل غدا اذا تيسرذلك لشراء ولو قليل منه في انتظار أن يفرج الله عنا كربتنا .
ورجع عمار في الغد من سفره محملا بكيس من الدقيق دفع ضعف ثمنه للحصول عليه. لكن المهم كما كان يقول في نفسه ا، لا نموت جوعا. عاد "كمال" في اليوم الموالي محملا بدوره ببعض المأونة التي حصل عنها من القرى التي مر بها في طريق عودته   الى البيت الأبوي, فشعرت مريم وهي تتمعن النظر في زوجها وابنها أن وزرا كبيرا قد أزيح من على كاهلها. فللأسرة الآن ما يكفيها من الطعام وسوف تجتهد كعادتها في زرع البقول والخضر لسد الحاجة ولو قليلا . من حق مريم أن تحلم وان يأخذها النعاس فتنـــام نوما عميقا, هادئا, لم تعرف مثله منذ زمن.../...

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire