mercredi 2 septembre 2015





تأتي على الأم أوقات لا تستطيع أن تجد فيها وقتاً لنفسها حتى ولو لتأخذ حماماً سريعاً قبل أن يبدأ رضيعها بالبكاء أو أن تجلس في هدوء لبضع ثواني قبل أن يستيقظ صغيرها من قيلولته. ناهيك عن الموقف في وجود أكثر من طفل صغير وأحدهم يحتاج ليأكل وجبة خفيفة بينما الأخرى

تحتاج أن تداوي جرح أصبعها وفي أثناء ذلك يكون الأول قد سكب الماء على الأرض لكن قبل تجفيفه يجب تجفيف 

المخاط من أنف أخته أولاً ... يحتاج أحدهم لتغيير حافظته والأخرى تريد أن تنتبه إليها  وتعلق على الرسم الذي أنجزته أو النتيجة التي أحرزتها بالمدرسة في هذه المادة أو تلك. 

 تشعر الأم أن في كثير من المرات أن  اليوم لن يكون له نهاية...ولكن لماذا كل هذا؟ لماذا ؟

الإجابة باختصار "لأنهم بحاجة إليها" .. نعم يحتاجون إليها .. وليس لأي أحد أخر في هذا العالم القدرة على تحقيق ما يريده الأبناء  إلا الأم. 
--------------------------------- 

انها تشعر بالسلام النفسي في هذه المرحلة من الحياة

الأمومة هي واجبها .. وهي مسؤولية وشرف ،شرفها الله عز وجل بها فعليها أن تكون على قدر هذه المسئولية. 

وأن تكون جاهزة  في أي وقت من الليل أو النهار حينما يحتاج اليها أبناؤها . فما تكاد تنتهي من رضاعة طفلي في الرابعة فجراً 

حتى تذهب لتهدئة ابنتها ذات الأربع سنوات التي استيقظت من حلم مزعج 

الأمومة هي أن يكون جسمها مليء بالأوجاع بينما قلبها يفيض بالحب هي لديها قناعة أنه قد يأتي اليوم الذي لن
يحتاج اليها منهم فيه أحد .. فأطفالها – ان شاء الله -  سوف يكبرون وينشغلون  بأمور الحياة.
. وقد تكون وقتها عبئاً عليهم .. بالتأكيد سيأتون لزيارتها .. لكن ترى بالنسبة لهم هل سيظل حضنها هو وطنهم وقبلاتها هي دواؤهم؟؟ 

---------------------------------

لن تكون هناك ألعاب تجمعها بعد أن ينتهوا من اللعب ... لن تكون هناك حاجة لقراءة قصة قبل خلودهم للنوم.
لن تكون مضطرة لتحضير الوجبات المدرسية يومياً
..هي واثقة انها وقتها سوف تشتاق بشدة لهذه الأصوات 

الصغيرة التي تناديها طوال الوقت "ماما .. ماما..

ان وقت رضاعة طفلها في الرابعة فجراً هو استمتاع  

بخلوتهما والكل نيام وكأن العالم ملكهما هما الأثنين فقط فهي تداعب رجليه الصغيرتين تحت الغطاء 

وهو يداعبها بضحكاته الساحرة حتى يناما مرة أخرى

. قد يأتي عليها يوم من  الأيام تكون فيه جالسة على كرسي متحرك 

ويداها فارغتان فتتذكر  حينها وبكل شوق وتتمنى أن تعود ولو للحظة تلك الليالي وطفلها  بين يديها.


كان يا ما كان في قديم الزمان .. كان من الممكن أن تهتم بنفسها ..أم الآن

 سوف لن تستطيع رؤية وجهها في المرآة بوضوح، ولا بد من نظارات طبية. سوف لن
تستطيع دخول الحمام دون مساعدة.. قد لا تحسن مشط شعرها جيداً . قد لا تستطيع إيصال اللقمة إلى فمها بارتياح . قد تحس بآلام في المفاصل . قد يتقوس  ظهرها . قد تحتاج الى عصا تتوكأ عليها.


...


الثالثة بعد منتصف الليل تستيقظ على صوت خطوات ابنتها الصغيرة تدخل الغرفة منادية - 


"ماما" بصوت خافت ثم    "ماما"       بصوت أعلى هذه المرة فلا تستطيع إلا أن تجيب " نعم يا ابنتي" .. وترد هي وبعينيها البراقتين في الظلام " أحبك" "                         

وتعود إلى غرفتها... ولكن كلماتها مازالت معلقة في الهواء تود لو بإمكانها أن تنتزع هذه الكلمات وتضمها لها وتعناقها                                  
                         -----------------------
...
يوما ما سيكبرون .. ولن تكون هناك كلمات حلوة تهمس في  أذنيها ساعات الصباح الأولى .. فقط سيكون 

صوت شخير ها هو الصاحب لها  ... ستنام في الليل دون أن يقلقها مرض طفلها أو بكاء رضيعها

.. فقط ستبقى كل هذه ذكريات جميلة ... هذه السنوات في ظل احتياجهم الدائم لها بالتأكيد مرهقة  ولكنها عابرة 

ستكون الأمور لما يكبرون  ربما أسهل ولكنها لن تكون أبداً أفضل مما هي عليه اليوم .. اليوم هو الأفضل بكل المقاييس. 

..

يوما ما سوف تستعيد نفسها مرة أخرى و تجد وقتاً للإهتمام بها ولكن اليوم هي تهب نفسها لهم، فهم يحتاجونها.
------------------------        
الآن، هي تكتم صوتها لأنها سمعت صوت أحدهم يناديها. هي تقول لنا - معذرة ...لا بد عليها أن تذهب حالا.....

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire