اتخذت جدتي من ركن في فناء بيتنا بالريف خما للدجاج
آوت بداخله ديكا و أربع دجاجات فأما الجاجات فكانت تبيض كل يوم بيضا بعضا منه موجه
للأكل مقليا أو مشويا وبعضه تجمع منه جدتي
عددا هائلا حتى اذا جاء البائع المتجول قايضته بأوان من فخار وزجاج. أما الديك
فكان يقضي اليوم في التجوال متباهيا بين الدجاجات بعرفه العالي وريشه الملون
وبالصيحات التي يطلقها من بزوغ الفجر الى غروبه ، وكأني به يقول لهن – أيتها
الدجاجات الضعيفات أنا أقوى منكن . ثم يقفز أمامهن متباهيا بريشه كأنه يقول لهن أنا الأجمل .أما الدجاجات فتبقى
صامتات خوفا من بطشه بهن. في يوم من الأيام رأى الديك باب المنزل مفتوحا فتجرأ
ودخل ثم تقدم نحو احدى الغرف فرأى من خلال شق الباب صاحبة البيت تمسك سكينا تفرم
بها الخضر،فارتعش جسده من رؤية السكين وولى
أدراجه حتى اذا ما بلغ الخم انزوى بركن من أركانه والخوف باد عليه.وهو كذلك لمح
فجأة في عيون الدجاجات نظرات كلها شفقة وسمع همسا وغمزا بينهن لم يجد لها في
الوهلة الأولى تفسيرا لكن ما ان أحس بيد جدي تنقبض على جناحيه حتى صاح في محاولة
استعطاف سائلا - ماذا تريد مني؟ ضحك جدي وقال – لا أريد سوى لحمك أكله وريشك
أملأ به الوسائد.قال الديك – أيها السيد الطيب ، انظر الى تلك الدجاجات انهن
سمينات فاذبحهن جميعا ان شئت. أما أنا فصوتي يطرب أسماعك كل صباح وريشي يزين
فناء بيتك. لم يؤثر كلامه في الشيخ الذي قال مؤكدا صدق نواياه – الدجاجات تبيض فنستفيد منها، أما أنت فلا حاجة لنا بك. لدي
الآن المنبه والساعة والمذياع تكفيني جميعها صياحك المنبعث في كل زمن ومكان. أيقن حينها
الديك أن نهايته قربت فحاول الفلات ، لكن سرعة السكين باغتته،فأمسى في القدريتنعم....
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire