mercredi 16 septembre 2015


بعد عطلة الصيف التقيت بأحد الشباب ممن قضوا استراحتهم السنوية بالخارج فقص علي قصة أبكتني وأفرحتني واليكموها كما سردها....
يقول الشاب ذو الثلاثين من العمر ذو الملامح العربية والشعر الأسود – بعد وصولنا الى مطار احدى العواصم الأوروبية امتطينا سيارة أجرة نقلتنا الى أحد الفنادق الفخمة في  ضواحي المدينة حيث كنا قد حجزنا مسبقا غرفة بواسطة احدى الوكالات السياحية. وفي الطريق عرجنا على حانة من الحانات الكثيرة لتناول الخمور، فاقتنينا قارورات نجابه بها حرارة تلك الليلة .في بهو الفندق استقبلنا المكلف بالتسجيلات ورحب بنا ولما تعرف الى جنسيتنا وأصلنا العربين المسلمين حجز لنا جناحا بدل الشقة، اكراما لنبينا محمد صلى الله علية وسلم وحبا منه وتعلقا بالدين الاسلامي الحنيف –كما ورد على لسان الموظف .
سعد نا بنسبنا وبحلاوة الترحاب  غاضين الطرف عن ما نحن  بصدد فعله من منكر حيث ما ان دخلنا غرفتنا حتى سارعنا  الى  تناول المشروبات الكحولية الى أن بلغ بنا السكر مبلغا كبيرا، فنمنا لا ندري كم من الوقت.عند الساعة الرابعة والنصف طرق الباب فاستيقظت على مضض وفتحت الباب وأنا أترنح يمينا وشمالا حتى كدت أسقط. لم ينتبه الموظف وظن أنني متعب. تردد قليلا ثم قال – المعذرة ، ولكن امام المسجد المحاذي للفندق أصيب بنوبة  قلبية استدعت نقله على الفور الى المستشفى وان المصلين لما علموا بنسبكما ألحوا على أن يؤمهم أحدكما تبركا . صدمت  وأسرعت أوقظ رفيقي لأسأله على الفور ان كان يحفظ شيئا من القرآن.فرد علي أنه لا يمكنه امامة المسلمين وهو في تلك الحال من السكر. بقي الموظف ينتظر بالباب ولم يغادر بل ألح علينا بالأسراع قبل بزوغ الفجر.يقول الشاب – قمنا فاستحممنا ثم نزلنا الى المصلى فوجدناه مكتظا بالمصلين - تقدمت الجمع وكبرت ثم قرأت الفاتحة وسورة قصيرة وكنت أسمع بكاء المصلين وهم يتبركون بي لأنني من بلد حارب الكفر وانتصر عليه. بعد الصلاة انكب المصلون يحيونني أجمل التحياتي ويثنون على الجزائر .
كان هذا الموقف سببا في عودتنا الى الطريق المستقيم – يقول الشاب-
( لما وصل النبي محمد الى سدرة المنتهى وأوحى اليه ربه- يا محمد ارفع رأسك وسل تعط.
قال الرسول يا ربي انك عذبت قوما بالخسف وقوما بالمسخ ، فماذا أنت فاعل بأمتي؟
قال الله تعالى- أنزل عليهم رحمتي وأبدل سيئاتهم حسنات ومن دعاني أجبته ومن سألني أعطيته  ومن توكل علي كفيته، واستر على العصاه منهم في الدنيا وأشفعك فيهم في الآخرة  ولولا أن الحبيب يحب معاتبة حبيبه لما حاسبتهم يا محمد.)

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire