·
بعد وفاة والدها بسنة انتقلت فاطمة
رفقة إحدى أخواتها إلى الريف حيث ورثت عن
أمها المتوفية بيتا كبيرا تآكلت جدرانه بفعل الطبيعة والقدم، لا يبعد عن إحدى المقابر المهجورة منذ عقود الا
مسافة قليلة.حاولت المرأتان إصلاح ما استطاعتا إصلاحه من البيت لتجعلاه أكثر ملاءمة
للعيش. لكن شيئا ما كان يراودهما وينغص عيشتهما وهو شعورهما بالقلق والخوف من هذا
المكان الموحش البعيد عن كل حركة وعن الطريق العمومية، حيث وجدتا نفسيهما في عزلة تامة عن العالم
الخارجي. وكانتا تمنيان النفس بأنهما ستتعودان ويذهب عنهما هذا الإحساس الغريب.
لكن الخوف ما انفك يتزايد خاصة بعد أن لاحظت الأختان حدوث أمور قي غاية الغرابة
زادت من خوفهما وجعلتهما تترصدان كل حركة تحدث بالبيت ولا تطمئنان لحالهما .وبالفعل
فقد بدأت الأحداث تتسارع باختفاء أشياء من مواضيعها وظهور أشياء من المتاع
كالملابس والأواني في أماكن لم تكن موضوعة فيها. وكانت هناك غرفة بالطابق العلوي
مغلقة على مدار العام وشاغرة إلا من خزانة مغلقة
يعود تاريخ اقتنائها الى قرن أو ما يزيد. وقد حاولت الشقيقتان في كثير من
المرات فتحها لكنهما لم تفلحا في ذلك أبدا. وكانت أرضية الغرفة تنغمربالمياه دون
وجود حنفيات أو أي مصدر ماءي بين.
·
ذات ليلة من ليالي الشتاء الباردة
الممطرة وبينما كانت الأختان تغوصان في النوم سمعت احداهما بابا يفتح ويغلق عدة
مرات متتالية فنهضت من فراشها وتوجهت الى حيث مصدر الصوت فانتقل الصوت الى باب
الحمام ولمحت من خلال الباب النور مضاء، فأطفأت المصباح وعادت للنوم وفي
الغد سألت شقيقتها ان كانت قد دخلت الحمام البارحة وتركت النور يضيء لكن أختها ردت
عليها بالنفي القاطع وأنها سمعت الصوت ولكن النعاس غلبها . بعد أيام تكرر المشهد
الغريب فبينما كانت فاطمة بالمطبخ تساقطت عليها قطرات ماء من السقف مع أن الذي يعلو
المطبخ في الطابق الثاني غرفة نوم مغلقة وليست حماما . وذات مرة سمعت دويا مريبا آت من الطابق السفلي أشبه ما يكون
بصوت سقوط جدار، فهرعت ترتجف فتفاجأت بوجود كل شيء في مكانه، وعندما عادت إلى
الأعلى سمعت نفس الدوى ولكن هذه المرة عم المبنى كله فظنت أنه زلزال فجرت نحو
الخارج. لكن أختها التي كانت خارج الدار ضحكت من تصرفها وقالت لها أن شيئا لم يحدث
بالخارج. في إحدى الليالي وبينما كانت نائمة أحست كأن شخصا يرقد بجانبها وشعرت
بحرارة جسده يلامس جسدها و بتنفس قرب
وجهها ،فقفزت من السرير وهربت لتختبئ بين
أحضان أختها النائمة في سريرها .
ولما توالت
تلك الأحداث الغريبة قررت الشقيقتان ترك المنزل المثير للمخاوف . بعد مرور عشر سنوات
عادت الأختان مع بعض الصديقات إلى المبنى فأقمن به إلى غاية المساء. طافت النساء
بداخل البيت ورأين الخزانة العجيبة ولما علمن "بمشكلتها" حاولن مجتمعات فتحها لكن دون جدوى ،فامتنعن عن مواصلة العملية ولما عدن من
تناول الغداء من المطبخ وجدن باب الخزانة مفتوحا على مصراعيه مما زاد من مخاوف
الضيفات .بعد ذلك بنصف ساعة نزلت فاطمة وصديقتان
ممن حضرن وتوجهن الى الطابق السفلي بينما بقيت شقيقتها رفقة باقي الزائرات خارج
البيت . وما أن وضعت النسوة أقدامهن بالمكان حتى انغلق الباب خلفهن محدثا صوتا
قويا. اقشعر بدنهن وحاولن الخروج مسرعات لكن الباب كان موصدا بإحكام. أخذن يصحن حتى سمعتهن
اللواتي كن بالخارج فكسرن الباب وأخرجنهن،اجتمع رأي الجميع على ضرورة مغادرة المكان على الفور ففررن بجلودهن دون أدنى التفاتة وهن يلعن
هذا المكان المرعب.ويقسمن مضطربات بعدم العودة الى هذه المنطقة مطلقا.