وعم البيت صمت طويل كأنه
يريد أن يترك للريح وقتا للعبث و
للطغيان على المكان سرعان ما تلاه وميض برق يكاد يخطف الأبصار.
حاولت نورة كسر حاجز الخوف الذي انتاب أمها فراحت تبحث عن سبيل لبعث الاطمئنان في نفسها ولبعث حوار يخفف من وطأة الذعر الذي خيم على الجميع.
-أمي ,اذا
سافر أخي مسعود ماذا سيحل بنا؟ قالت نورة.حاولت نورة كسر حاجز الخوف الذي انتاب أمها فراحت تبحث عن سبيل لبعث الاطمئنان في نفسها ولبعث حوار يخفف من وطأة الذعر الذي خيم على الجميع.
الأم : اذا وجد أخوك وظيفة بالمدينة –كما يقول- سوف لن نره في السنة الا مرتين أو ثلاث...وقد لا يعود.
نورة : لا تظلميه ياأمي.. لولا الله ثم مسعود لكنا متنا مند زمن.
نزلت دموع الأم غصبا عنها : ذبحني الفقر يا نورة لم أعد أعي ما أقول.
نورة : ذبحنا كلنا لكن ما باليد حيلة؟ حيل الله أقوى ..دعيني أكمل القماش يا أمي... قومي للنوم... ومن أصبح أفلح.
تلحفت الأم بالبطانية التي تغطيها هي ونصير وخيرة ونورة .. على أمل أن الغد يحمل لهم الأمل الذي فقدوه.
واستمرت نورة تخيط الثوب.. ثم غلبها النعاس فنامت مسندة ظهرها للجدار المبلل, ثم ما لبث البرد أن لسع جسدها النحيف فاستفاقت وسحبت نفسها في تكاسل حتى الفراش.
بأحد ألأحياء الراقية بالمدينة . وبأحد أفخم المباني .. كانت الساعة تشير للتاسعة والنصف ليلا
صوت الأغاني يصدح بكل الجناح .. كانت لابسة سروالا قصيرا من نوع (جينز لو ويستروس)و قميصا أبيض بدون كم.
كانت ترقص بجنون وخصلات شعرها الكستنائي تتطاير .. فتح الباب
ودخلت عليها( ماري) وخلفها الشغالة وبيدها أكياس مختلف الماركات - هــآآآآي
أشارت لهما الفتاة بيدها بحركة راقصة : أهلا حبيبتي ..
أطفأت( ماري) المذياع وقالت. تعالي شوفي الأغراض التي اشتريتها..
ردت الفتاة- وما الجديد ؟ انت تذهبين الى السوق كل يوم وتشترين كل ماتريدين.
تأففت(ماري) بدلع ثم التفتت نحو الخادمة التي لازالت تقف وبيديها الأكياس-
ضعي الأكياس وادخلي المطبخ.
أخرجت (ماري) فستانا قصيرا ورديا من أحد الأكياس وسألت: حلو ؟
الفتاة : وآآآآآآو ...يجنن .. روعة... فانتاستيك
ثم أخرجت (ماري) الصندال من العلبة
سألت الفتاة(ماري) في استغراب.. لماذا اخترت اللون الفضي؟
(ماري) مجيبة بابتسامة عريضة لا أدري أعجبني كثيرا .ثم أن هذا اللون
يعطي فخامة.ضحكت الفتاة وقالت: ياعمري أحسك تتكلمين مثل خبيرات الموضة
دقت الخادمة الباب وقالت بصوت خافت- العشاء جاهز
دخلت الفتاة قاعة الأكل الفسيحة حيث المائدة الكبيرة وقد جلس حولها الأب والأم وابنهما الذي ما أن رأى أخته حتى صاح في تهكم
... على مهلك. احذري أن تسقطي
نظرت اليه خائفة : أووووف أنت تراقبني في كل شيء ؟( بابي شوف مومو)
مومو مواصلا: ما هذا اللباس؟
سوسو(وهو اسم الدلع للفتاة) : مش شغلك ..
دنا مومو من سوسو يريد أن يمسكها لكنها ركضت لتختبئ وراء والدها : بابي ساعدني
مومو – عودي لغرفتك وغيري هذا اللباس
سوسو- ما بها ملابسي ؟ كل البنات يلبسن هكذا
أبوهما- دعك منها ألا تعرف رأي أختك؟
التحقت (ماري)بالغرفة بسروالها الضيق والقميص المفتوح على صدرها فصاح(مومو)..
انظر الى هذه يا بابي
ماري(مخاطبة أخاها) وهل تريد أن تلقي على مسامعنا محاضرة في... ..
قالت ذلك ثم دنت من والدها وقبلت رأسه ..
مومو – الأيام بيننا ولسوف أربيكما...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire