النــــــــــــــــــصــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب
في بيت طين جدرانه متهالكة بسقفه الخشبي الدي يكاد يسقط عليهم ... وفي إحدى ليالي الشتاء الباردة . تجمعوا حول النار ينشدون الدفء من هذا البرد القارس بثيابهم البالية والتي تكاد تستر جلودهم الشاحبة.
بوجه شاحب ملته تجاعيد الزمن وقفت تنظر الى صغارها ..أجساد نحيلة من الجوع وملامح أرهقها الفقر والألم .. التفتت الى أصغر بناتها : نورة ادهبي الى بيت جارتنا عائشة هاتي قليلا من الملح . ردت نورة على الفور وفي تثاقل-
أنا... دائما أنا. ابعثي نصير
لكن نصير التصق بثوب والده وراح يصيح: ما أروح. أنا بردان وماعندي شي يدفيني .. قولي لخيرة.
الأم – خيرة لم تعد طفلة حتى تخرج بهدا الليل.
خيرة بفرح : الحمدلله هــا هي أمي قالتها. ..
الأم : يعني تريدون أن أدهب أنا؟
قامت نورة ومسكت يد أمها : لا ارتاحي يالغالية انا آتيك بالملح.
الأم مترددة – انه الليل وأخاف عليك منه؟
ارتسمت ابتسامة عذبة على شفاه نورة ثم قالت : بيت جارتناقريب (الباب بالباب اقعدي ولا يهمك. ..
لبست خمارها و خرجت .. طرقت الباب ففتح لها محمد ولد الجارة وما أن رآهاحتى قال
أهلا نورة. ما جاء بك بهدا الليل الحالك؟
نورة : أين عمتي زهرة؟
محمد : هي بالداخل. هيا أدخلي ..
دخلت نورة الغرفة أين جلست العائلة حول كانون الفحم الملتهب.
الجارة زهرة – خير ما جاء بك في هدا الليل المظلم؟
أمي تريد شيئا من ملح الطعام .عائشة: من أين لنا به ونحن لم نطبخ مند يومين وما لنا ما نطبخ. ان تطوع الجيران بعثوا لنا بشيء من الطعام والا صبرنا على جوعنا.
زفرت نورة بوجع : أدري والله .. اليوم بالدات لم نتناول الغداء
ورجعت للبيت فارغة اليدين. وما أن رآها نصير حتى صرخ – يعني ننام بدون عشاء.
رد والده بغضب - اسكت هدا ماكتب الله لنا.
اكتسح الحزن وجوههم وبانت علامات البؤس والأسى ..صورة تتكرر كل ليلة تمر عليهم أايامهم بدون وجبات رئيسية.
قامت بعدها نورة وقادت اخوتها لغرفتهم الصغيرة التي ينامون فيها جميعا. ..
غطتهم ثم أخذت مصباح الزيت وجلست بزاوية من الغرفة ... مسكت الثوب
الأسود والإبرة وراحت تخيطه وقد انحدرت على خدها دمعة ثم أخرى وهي تسمع شهقات نصير وهو يئن من الجوع.
دخلت عنها أمها فوجدتها على تلك الحال قالت –مادا عساي أن أفعل سوف يتعودون مثلما تعودنا. دعيني أساعدك ..
نورة :لا أنت لا ترين جيدا. ونور المصباح يكاد يضئ. ..
دعيني أنهي حتى أرسل الثوب لجارتنا كلثوم فترسل لي مستحقات الخياطة فنتمكن من شراء بعض الطعام .
الأم – دعائ لك بالنجاح يا ابنتي.كم تمنيت أن أراك مثل بقية بنات القرية صحة وجمالا.
نورة : استغفر الله العظيم .هدا ما كتب الله لنا.لم يبق لي عن التخرج سوى عامين وسوف أجد وظيفة ان شاء الله. (يتبع).......
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire