samedi 24 janvier 2015

النصيب (النهاية)                             فيصل : وما هو؟ 


ميساء(وهو اسم أم مومو) : لازال قيد الدراسة. اذا استقررت على رأي سوف أخبرك.وهكذا وعلى امتداد مأدبة العشاء استمر النقاش حول المال والأعمال كما جرت العادة.بعد العشاء توزع الأولاد كل بغرفته.....                                         فتحت (سلمى) اللاب توب بملل تنشد تضييع الوقت
ومباشرة سجلت دخول أون لاين على المسن وبدأت المحادثات تتوالى عليها
تأففت بقرف : ماذا يريد كل هؤلاء مني؟
صرفتهم كلهم وغيرت الحالة لأواي .. تصفحت منتداها وبدأت تتفقد كل جديد المواضيع وترد عليها
هي مقتنعة أن بداخلها أساس سليم لكن الكبت الذي تعيشه واحساسها بالنقص دفعها الى التعرف على شباب
كثير  ماكانت لتكلمهم بالجوال لأنها تخاف من أبيها فاستضافتهم عندها بالمسن.غالبا مايؤنبها ضميرها ويصحا احساسها وتعطيهم كلهم (بلوك) ..
لكن بمجرد أن تحس بالاضطهاد والظلم ترجع لهم وبشغف أكثر من الأول
كانت تعتبر نفسها مثل... سندريلا نفس التفاصيل والقصة .. بنت مليحة  لكنها حرمت من
أمها  بعد انفصال هذه الأخيرة عن والدها فيصل. تعيش (سلمى) رفقة اخوتها من أوالدها مع امرأة أبيها التي تعاملها في غالب الأحيان باضطهاد  وقساوة.
كل أحلامها تنحصر في قدوم الأمير الذي سوف يخلصها..
غير أن العمر يتقدم بها و للحين لم يأت الأمير ..
هـــي الآن حبيسة جناحها الفاخر .. في قصر الكل يتكلم عن فخامته  
كان كل من يزورهم ينبهر من جماله وروعته وبداخلها ألف علامة تعجب
على عكس شعورها فهي تحس به خاويا مثل قلوب ساكنيه
هي تعيش بهذا المكان أتعس أيام عمرها .. فاقدة الحب والحنان .. فاقدة مجرد الاحساس بوجود
مشاعر في قلوب الذين تعيش معهم .. حتى أخوتها يكرهونها
زرعت أمهم بقلوبهم الحقد منذ
صغرهم .. اخوانها الذين يقذفونها بأقبح الألفاظ
تحس أنها وحيدة بهذا العالم لا أهل و لا أقارب و لا حتى صديقات لأن أباها عزلها عن أمها ومنعها من رؤيتها.
ومما زاد للطين بلة  أنها خجولة وانطوائية
الشي الوحيد الذي  تجد  راحتها فيه  هو الأنترنت. وبينما هي منهمكة في تفكير طويل .
فجأة ودون سابق انذار دخل عليها والدها  والشرر يتطاير من عينيه.

سحبها من شعرها ورمى بها  على سريرها  ثم أحذ اللاب توب ورماه على الأرض الرخامية 
فتكسر .. : هاتي جوالك
مدت له الجوال بيدين مرتجفتين .. أخذه منها وخرج حيث كانت تنتظره ميساء مبتسمة وعلامات اللرضا بادية على وجهها. ..
انبطحت على سريرها تبكي غير مصدقة
ابوها الذي ماحست بحبه او حنانه في يوم ما حرمها من أمها ولم يكتف بل راح يضطهدها بايعاز من زوجته. انها
تعيش قمة الظلم والتفريق في المعاملة 
كرهت أباها وكرهت أمها اكثر لأنها لم تأخذها معها من هذا المكان الذي تموت به كل يوم ألف مرة ولا أحد يبالي 
تبللت وسادتها بالدموع .. طاف بها الزمان24 سنة هي عدد سنين عمرها التي لم تعرف فيها يوما حلوا.. حتى ملامح أمها نستها. كانت صغيرة لم تتجاوز الـ 9 سنوات عندما فضلت أمها التخلي عنها لصالح والدها بسبب ظروف المعيشة القاسية والعوز.
كانت تعيش هناك بسعادة ببيت خالها في الريف .. بذاك البيت المتواضع مع بنات خالها

تذكرت اللحظة التي أخذها فيها  أبوها وأوهمها أنه يأخذها للفسحة ولرؤية البحر
هل وصلنا البحر يا أبي؟ فيرد – لا مازال أمامنا القليل
واستمر السير وأدركها النعاس فنامت .. فتحت عينها ورأت بيتا كبيرا
نزل أبوها ونزلت وراءه :أين البحر يا أبي؟ .. ؟
أبوها – ليس اليوم...
ردت على الفور – أبي أريد أمي.
صرخ في وجهها : قلت لك ليس اليوم
استسلمت له بخوف وسارت خلفه.......
-                                                                                                                  في المطبخ  جلست خيرة وجارتها  وبعض النسوة  يغسلن القدور التي ستسعمل للطبخ
ويقطعن البصل واللفت والخرشوف ..
خيرة – هل ترين ما أرى؟
زينب :ماذا ؟
خيرة -          لحم .. عندهم لحم ...ونحن لا نراه الا بعيد  الأضحى
زينب : هذا أبو مقران نصف مزارع البلد ملك له
خيرة مبتسمة – يا ليتني كنت ابنته
زينب – هيا احمدي الله واطلبي لأبيك الشفاء.
-                                                                                                                  -الحمد لله...
خيرة : أنا لا أعرف كيفية تحضير المرق
سارة : تصدقين اني اعرف اطبخها
خيرة : عليك بالمرق واتركي لي الكسكس . لكن احذري أن تكثري من الملح ..

زوجة مقران واقفة بباب المطبخ : افطرن يابنات ثم ابدأن الطبخ. الساعة الآن العاشرة
سارة : مشكورة ياخالتي
وما أن خرجت زوجة مقران حتى تسابقت النسوة نحو الثلاجة وـأخرجن ما يكفيهن من فواكه ومشروبات ثمرية...
كل الأصناف المطلوبة طبخت في الوقت المناسب.
وبعد صلاة الظهر كان كل شي جاهز ..
زوجة مقران : كثر الله خيركن ماقصرتن يابنات
..
سلمت كل واحدة منهن مبلغ 1000دج  ورغم أن المبلغ زهيد .. الا أنهن كن في قمة سعادتهن لأنهن ما ملكن مبلغا مثله من قبل .

زوجة مقران – خذن ما بقي من طعام الى بيوتكن..

........
أم (مومو) جالسة في صالة قصرها الفخم بملل تنادي الخادمة – هل العشاء جاهز ؟
الخادمة :نعم سيدتي  قامت حينها وتوجهت نحو مكتب زوجها : فيصل العشاء جاهز عيون فيصل كانت معلقة بالأوراق والملفات التي على مكتبه. رد بسرعة – أنا قادم   
رجعت من المكتب معرجة على المطبخ: هيا حطي العشاء.
رجعت لقاعة الأكل ونادت أبناءها...
جرت العادة أن تتناول البنات عشاءهن باكرا  بينما  تتأخر هي وزوجها بسبب ارتباطات العمل  
 ماعدا يومي السبت والأحد حيث تكون فيهما العائلة مجتمعة كلها.
فيصل- ما لي أراك قلقة ياأم (مومو)
التفتت اليه مبتسمة : أبدا. مشغولة قليلا ..
فيصل : وما يشغلك ياقلبي ؟
وقفت جنبه وقالت بملل : عندي مشروع جديد (يتبع).....................

vendredi 23 janvier 2015

النصيب(4)                                          
واذا طلبت منك أن تصطحبيني للعمل معك؟
نعم. تعالي نتعاون كي نعود باكرا.
رجعت خيرة مسرعة لتخبر والدتها
أمي..هل تسمحين لي بمرافقة ابنة عمي زينب؟
الأم – لماذا  والى أين؟
خيرة – أحد المزارعين الأثرياء أقام وليمة ويبحث عن طباخات ونادلات.
-                                                                                                               اذهبي.هذا فأل خير ولكن لا تتأخري.قالت ذلك دون تردد
نورة من وراء أمها : دعيها تذهب ثم أكملت مخاطبة أختها –لا تنسي نصيبي من الوليمة قطعة لحم فقط.هاهاها
-                                                                                                                  الأم – كم أنت كريم يا رب

رجعت نورة تكمل خياطتها .. بينما راحت أمها تكنس أرضية البيت .
-                                                                                                                  طرق الباب واذا بصوت ابنة الجارة-نورة..نورة.. افتحي الباب أكاد أتجمد من البرد.
-                                                                                                                 
فتحت نورة الباب وسألت- خير ان شاءالله....
-                                                                                                                  تعالي ساعديني
أساعدك؟؟ قالت ذلك ثم سحبتها من يدها الى الداخل.
-                                                                                                                  سارة – عمتي ليلى وصلها طلب لخياطة كمية كبيرة من المآزر وتحتاج على الفور لخياطات وعاملات
- مآزر؟
-                                                                                                                  - نعم مآزر لتلاميد  عدد من المدارس.

-يعني سنحصل على مال ؟
-                                                                                                                  -سننال  القليل ولكن ما العمل؟ عيشتنا فقر وجوع وحالتنا حالة

نورة : احمدي ربك ياسارة
.........
في المطبخ  جلست خيرة وجارتها  وبعض النسوة  يغسلن القدور التي ستسعمل للطبخ
ويقطعن البصل واللفت والخرشوف
خيرة – هل ترين ما أرى؟
زينب :ماذا ؟
خيرة -          لحم .. عندهم لحم ونحن لا نراه الا بعيد  الأضحى
زينب : هذا أبو مقران... نصف مزارع البلد ملك له
خيرة مبتسمة – يا ليتني كنت ابنته
زينب – هيا احمدي الله واطلبي لأبيك الشفاء.
-الحمد لله...
"النصيب"

ابتسمت أم  (مومو) معقبة على ما يجري -منذ التحاقك بالجامعة صرت تولي اهتماما أكثر للفتيات.ثم أردفت في غضب -هيا تناول عشاءك ثم أكمل لعبة الكمبيوتر التي تخليت عنها البارحة. 


جلس الجميع حول المائدة المزدحمة بكل ما لذ وطـــــــــــاب من مأكل ومشرب.
سوسو : أين سامي لم يعد بعد؟
أمـها : ترينه يسهر مع أترابه بمقهى الأنترنت
الأب: كيف يسهر ووراءه غدا امتحان مهم؟
الأم : طلب مني ذلك ولم أستطع ألا أقول لا
الأب: لا. ضيعيه أحسن .. هذه السنة الأخيرة والفرصة الوحيدة ولابد من أن ينجح بمعدل مقبول.
ماري : ولماذا يتعب نفسه.. كلها كم ألف دينار وينال المرتبة التي يريد
الأب - انشغلت عنكم بتجارتي وشركاتي وتركتكم غير مبالين
التفتت أم (مومو) اليه بعصبية : ماذا تقصد. يعني تربيتي لهم فاشلة؟
سوسو بتأفف : ياربي,.. بدأ موال كل ليلة. ..
ابتسم الأب في مبادرة منه  الى تلطيف الجو: لا يالطيفة لكنك تدللينهم
أكثر من اللازم.
الأم بابتسامة بسيطة : هم أبنائ ولازم أدللهم
مومو متفاجئا -النقاش لم يحتد على عكس الليالي الماضية: ماشاء الله اليوم الأجواء صافية
سوسو وهي تفتح عينيها الواسعتين على الآخر : واااااي لا أصدق ..

......./.......
لبست( خيرة)عباءتها واصطحبت أخاها نصير الى المدرسة.
نصير :لقد اقتربنا من المدرسة عودي الى البيت. أنا أعرف الطريق .لا أريد أن يراك المعلمون والتلاميذ
خيرة – ومايهمني فيهم. اني متحجبة ومستورة
عودي والا لن أدخل ساحة المدرسة
خيرة :واذا قلت لك لن أعود.
وقف نصير مكانه كصنم دون أن يتحرك
 ركزت نظرها فيه لعله يخاف فلم يبال .غيرت من لهجتها وقالت بصوت هادئ وجاد : حسنا سوف انتظر بعيدا حتى أراك تدخل المدرسة.

مشيا معا حتى ادا اقتربا على بعد بيت من المدرسة  توقفت خيرة وانتظرت دخوله الفناء 
عادت بعدها مطمئنة للبيت .

بطريق العودة لمحت بنت عمها فسألتها: الى أين يا ابنة العم؟
أنا في طريقي الى بيت أحد الأثرياء أقام وليمة وهو بحاجة الى من يطبخ  طعام الغداء.
خيرة: تطبخين من الآن
. لايزال منتصف النهار بعيدا ؟
بنت العم- لقد طلبت مني صاحبة البيت أن أحضر باكرا لتحضير الخضر ولوازم الطهي
خيرة : وكم يعطونك من المال؟
قل أو كثر فنحن على امتداد ثلاثة أيام لا طعام لنا الا التمر واللبن   (يتبع)...
...........................................................................

jeudi 22 janvier 2015

وعم البيت صمت طويل كأنه يريد أن يترك للريح وقتا للعبث و للطغيان على المكان سرعان ما تلاه وميض برق يكاد يخطف الأبصار.
حاولت نورة كسر حاجز الخوف الذي انتاب أمها فراحت تبحث عن سبيل لبعث الاطمئنان في نفسها
ولبعث حوار يخفف من وطأة الذعر الذي خيم على الجميع.
-أمي ,اذا سافر أخي مسعود ماذا سيحل بنا؟ قالت نورة.
الأم : اذا وجد  أخوك وظيفة بالمدينة –كما يقول- سوف لن نره في السنة الا مرتين أو ثلاث...وقد لا يعود.
نورة : لا تظلميه ياأمي.. لولا الله ثم مسعود لكنا متنا مند زمن.
نزلت دموع الأم غصبا عنها : ذبحني الفقر يا نورة لم أعد أعي ما أقول.
نورة : ذبحنا كلنا لكن ما باليد حيلة؟ حيل الله أقوى ..دعيني أكمل القماش يا أمي... قومي للنوم... ومن أصبح أفلح.

تلحفت الأم بالبطانية التي تغطيها هي ونصير وخيرة  ونورة .. على أمل أن الغد يحمل لهم الأمل الذي فقدوه.

واستمرت نورة تخيط الثوب.. ثم غلبها النعاس فنامت مسندة ظهرها للجدار المبلل,  ثم ما لبث البرد أن لسع جسدها النحيف فاستفاقت وسحبت نفسها في تكاسل حتى الفراش.






بأحد ألأحياء الراقية بالمدينة . وبأحد أفخم المباني .. كانت الساعة تشير للتاسعة والنصف ليلا
صوت الأغاني يصدح بكل الجناح .. كانت لابسة سروالا قصيرا من نوع (جينز لو ويستروس)و قميصا أبيض بدون كم.
كانت ترقص بجنون وخصلات شعرها الكستنائي تتطاير .. فتح الباب
ودخلت عليها( ماري) وخلفها الشغالة وبيدها أكياس مختلف الماركات - هــآآآآي
أشارت لهما الفتاة بيدها بحركة راقصة : أهلا حبيبتي ..
أطفأت( ماري) المذياع وقالت. تعالي شوفي الأغراض التي اشتريتها..
ردت الفتاة- وما الجديد ؟ انت تذهبين الى السوق كل يوم وتشترين كل ماتريدين.
تأففت(ماري) بدلع ثم التفتت نحو الخادمة التي لازالت تقف وبيديها الأكياس- 
ضعي الأكياس وادخلي المطبخ.
أخرجت (ماري) فستانا قصيرا ورديا من أحد الأكياس وسألت: حلو ؟
الفتاة : وآآآآآآو ...يجنن .. روعة... فانتاستيك
ثم أخرجت (ماري) الصندال من العلبة
سألت الفتاة(ماري) في استغراب.. لماذا اخترت اللون الفضي؟
(ماري) مجيبة بابتسامة عريضة لا أدري أعجبني كثيرا .ثم أن هذا اللون
يعطي فخامة.ضحكت الفتاة وقالت: ياعمري أحسك تتكلمين مثل خبيرات الموضة
دقت الخادمة الباب وقالت بصوت خافت- العشاء جاهز
دخلت الفتاة قاعة الأكل الفسيحة حيث المائدة الكبيرة وقد جلس حولها الأب والأم وابنهما الذي ما أن رأى أخته حتى صاح في تهكم
... على مهلك. احذري أن تسقطي
نظرت اليه خائفة : أووووف أنت تراقبني في كل شيء ؟( بابي شوف مومو)
مومو مواصلا: ما هذا اللباس؟
سوسو(وهو اسم الدلع للفتاة) : مش شغلك ..
دنا مومو من سوسو يريد أن يمسكها لكنها  ركضت لتختبئ وراء والدها : بابي ساعدني
مومو – عودي لغرفتك وغيري هذا اللباس
سوسو- ما بها ملابسي ؟ كل البنات يلبسن هكذا
أبوهما- دعك منها ألا تعرف رأي أختك؟
التحقت (ماري)بالغرفة بسروالها الضيق والقميص المفتوح على صدرها فصاح(مومو)..
انظر الى هذه يا بابي
ماري(مخاطبة أخاها) وهل تريد أن تلقي على مسامعنا محاضرة في... ..
قالت ذلك ثم دنت من والدها وقبلت رأسه ..
مومو – الأيام بيننا ولسوف أربيكما...

mercredi 21 janvier 2015


النــــــــــــــــــصــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب

في بيت طين جدرانه متهالكة بسقفه الخشبي الدي يكاد يسقط عليهم ... وفي إحدى ليالي الشتاء الباردة . تجمعوا حول النار ينشدون الدفء من هذا البرد القارس بثيابهم البالية والتي تكاد تستر
جلودهم الشاحبة.

بوجه شاحب ملته تجاعيد الزمن وقفت تنظر الى صغارها ..أجساد نحيلة من الجوع وملامح أرهقها الفقر والألم .. التفتت الى أصغر بناتها : نورة ادهبي الى بيت جارتنا عائشة هاتي قليلا من الملح . ردت نورة على الفور وفي تثاقل- 
أنا... دائما أنا. ابعثي نصير

لكن نصير التصق بثوب والده وراح يصيح: ما أروح.  أنا بردان وماعندي شي يدفيني .. قولي لخيرة.
الأم – خيرة لم تعد طفلة حتى تخرج بهدا الليل.
خيرة  بفرح : الحمدلله هــا هي أمي قالتها. ..
الأم  : يعني تريدون أن أدهب أنا؟
قامت نورة ومسكت يد أمها : لا ارتاحي يالغالية انا آتيك بالملح.
الأم مترددة – انه الليل وأخاف عليك منه؟
ارتسمت ابتسامة عذبة على شفاه نورة ثم قالت : بيت جارتناقريب (الباب بالباب اقعدي ولا يهمك. ..
لبست خمارها و خرجت .. طرقت الباب ففتح لها محمد ولد الجارة وما أن رآهاحتى قال
أهلا نورة. ما جاء بك بهدا الليل الحالك؟
نورة : أين عمتي زهرة؟
محمد : هي بالداخل. هيا أدخلي ..
دخلت نورة الغرفة أين جلست العائلة حول كانون الفحم الملتهب.
الجارة 
زهرة – خير ما جاء بك في هدا الليل المظلم؟
أمي تريد شيئا من ملح الطعام .عائشة: من أين لنا به ونحن لم نطبخ مند يومين وما لنا ما نطبخ. ان تطوع الجيران بعثوا لنا بشيء من الطعام والا  صبرنا على جوعنا.

 زفرت نورة بوجع : أدري والله .. اليوم بالدات لم نتناول الغداء  
ورجعت للبيت فارغة اليدين. وما أن رآها نصير حتى صرخ – يعني ننام بدون عشاء.
رد والده بغضب -  اسكت هدا ماكتب الله لنا.

اكتسح الحزن وجوههم وبانت علامات البؤس والأسى ..صورة تتكرر كل ليلة تمر عليهم أايامهم بدون وجبات رئيسية.
قامت بعدها نورة وقادت اخوتها لغرفتهم الصغيرة التي ينامون فيها جميعا. ..
غطتهم ثم أخذت مصباح الزيت وجلست بزاوية من الغرفة ... مسكت الثوب
الأسود والإبرة وراحت تخيطه وقد انحدرت على خدها دمعة ثم أخرى وهي تسمع شهقات نصير وهو يئن من الجوع.
دخلت عنها أمها فوجدتها على تلك الحال قالت –مادا عساي أن أفعل سوف يتعودون مثلما تعودنا. دعيني أساعدك ..
نورة :لا أنت لا ترين جيدا. 
ونور المصباح يكاد يضئ. ..
دعيني أنهي حتى أرسل الثوب لجارتنا كلثوم فترسل لي مستحقات الخياطة فنتمكن من شراء بعض الطعام .
الأم – دعائ لك بالنجاح يا ابنتي.كم تمنيت أن أراك مثل بقية بنات القرية صحة وجمالا.
نورة : استغفر الله العظيم .هدا ما كتب الله لنا.لم يبق لي عن التخرج سوى عامين وسوف أجد وظيفة ان شاء الله.          (يتبع).......