حل الصيف فخيل للناس أن الفصل لم يغادر
المكان منذ سنين.. وحان وقت الحصاد ولكن عن أي حصاد يتحدثون؟ لا شيء يمكن للفلاحين
جمعه. الزرع الذي أخذ من عمار كل وقته والذي من أجله بذل الكثير هاهو الآن مسجى
أمامه في ركام باهت.
ما
العمل؟
هل
يفرط في عائلته الصغيرة؟ هل يدع زوجته تموت جوعا؟
لا
طبعا. ولذلك لا بد أن يتحرك وبسرعة. ولكن في أي اتجاه؟
لمن
يلجأ هذه المرة وكل شبر من أرض المنطقة يئن تحت أقدام القحط.
أين
المفر والكل مهدد أينما اتجهت بالمجاعة؟
منذ
أعوام خلت كان عمار يلجأ الى مدخراته من الحبوب لسد الحاجة أما اليوم فلا شيء على
الاطلاق.
ليس
أمام عمار حل غير بيع متاع الأسرة من لباس وأثاث مقابل شراء بعض من القمح من مزارع
بعض المعمرين أو من الباعة القادمين من
مناطق بعيدة . كما جرى في سنوات خلت عندما أرغم عمار على شراء كيسين من الحبوب
بأضعاف ثمنها من الحاج رابح صاحب الطاحونة التقليدية آنذاك.
صينيتان
من نحاس. بعض الأواني الفخارية. الصندوق الخشبي الذي حملته مريم معها يوم زفافها.وقميص
كمال الذي نسي أن يأخذه عند السفر. – لا. خذ كل شيء الاقميص ابني لا تبعه لازلت
أشم فيه رائحة كمال فلا تحرمني منها.
فرد عمار- كل هذه الأشياء يمكننا استخلافها.الا الأرض فهي ضمان وجودنا
وبقائنا.بدون الأرض سوف نقضي ما تبقى من العمر في التشرد والتسكع مثل ابن آوى الباحث عن لقمة قد لا يجدها.
وكـــان لعمار ما أراد ....
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire