dimanche 23 août 2015

         وعلا رنين الهاتف من جديد، لم يكترث الزوجان له، لقد كانا في جلسة حميمية يبيعان من أجلها الدنيا وما فيها .بعد هنيهة عاد صوت الجهاز ليبطل متعة اللحظة الجميلة التي يتنعم بها الاثنان. قفز الرجل من السرير وهو يصيح في انزعاج تام – سأكسر هدا الهاتف اللعين.لكنه تردد قليلا مما سمح لزوجته من التقاط الجهاز ولتسأل على الفور
- من معي؟
جاءها الرد على الفور. انه صوت امرأة.
- ألو، نعم، قالت الزوجة متسائلة.
- من فضلك، أريد التحدث الى كمال...
- من تكونين من فضلك؟
- هو أعلم . دعيني أكلمه، انه لم يأت اليوم لاستقبالي بالمحطة.
أحست زوجة كمال بيدها ترتجف ولم تدر ما تضيف . وسقط الهاتف  من يدها على السريروقد اصفر وجهها وامتلآت عيناها دموعا.سأل كمال على الفور في حيرة
- مادايجري؟ من المتصل؟
- تعال واسأل بنفسك
- أسأل من ؟
أخبرته بما سمعت من المتصلة، فتبسم ضاحكا
- ماهده الا واحدة من المعاكسات اللآئي لا شغل لهن الا ...
- ولكنها دكرت اسمك.
وعاد الهاتف للرنين مرة أخرى
أمسك كمال بالجهاز ورمى به أرضا فتناثرت أجزاؤه بالغرفة.
وحرج كمال من البيت وهو يتمتم غاضبا يا لكيد النساء
أما الزوجة فلم يزدها دلك الا اسرارا لمعرفة حقيقة الأمر.
وهي تنظف الغرفة من بقايا الجهاز عثرت الزوجة على شريحة الهاتف فراودتها فكرة استعمالها بهاتفها لعل المتصلة المجهولة تعاود الكرة فتعلم منها أكثر وتشفي غليلها.
مضت أيام لم يتبادل الزوجان فيهما الحديث ولم يتطرق أحدهما الى موضوع الهاتف خوفا من انفجار الوضع من جديد. الغضب يلف المكان والصمت هو الحل، قد تحين الفرصة لاستبيان الحقيقة ولكن ليس الآن.
بعد أيام وبعد تردد وخوف وضعت الزوجة شريحة هاتف كمال بجهازها .
باحدى الليالي وبينما كان كمال منشغلا يتابع الأخبار على التلفاز رن هاتف الزوجة فاتقطته وألقت نظرة على واجهته فعلمت أن المكالمة من مجهول فانزوت بالغرفة وردت على الاتصال بهدوء وجاءها صوت المرأة، لقد تعودت الآن على سماعه. انها المرأة التي تأتي معها المشاكل.
- آلو، من معي؟
- ألأم تعرفيني ؟ أنا صديقة كمال، أين هو، انه لم يعد يتصل بي ، مادا فعلت به أيتها المجنونة؟
-  مادا تريدين منا؟ ألا يكفيك ما نحن فيه من هم وغم بسببك؟
-أني أريد كمال فقط. لقد قال لي دات مرة ونحن نتناول الغداء بأحد المطاعم أن زوجته عاقر و "باردة" وهو يريد أن ينجب  .فوعدته أنني سأملأ له البيت بنينا وبنات .
وانقطعت المكالمة...
لا، لن تستطيع هده العاهرة أن تحطم بيتي، لقد أخطأت الطريق ولا بد من معاقبتها. من قال لها أنني عاقر، هل كدب عليها كمال فعلا ؟ هو يعلم أنني وبتشاوربيننا اتفقنا على أن أتناول حبوب منع الحمل لمدة ما حتى نهيئ ظروفا أحسن لأطفالنا عند الانجاب.
في الغد، اتصلت الزوجة بقسم الشرطة دون علم زوجها وقصت على المحقق ما جرى فوعدها بالتحقيق في الأمر. ونصحها بالرد على المتصلة في كل مرة حتى يتسنى للشرطة معرفة الرقم  واسم المتصلة.
بعد أيام استدعيت الزوجة لقسم الشرطة وهناك تعرفت على المرأة "صاحبة المشاكل". انها جارتها القاطنة بالشقة المقابلة بالعمارة .كان بينهما خصام ...
تدكرت حينها أنها اتصلت بها  دات مرة بواسطة هاتف كمال. فاغتنمت الجارة الفرصة وسجلت الرقم لديها وبقيت تترصد بها الى أن حانت الفرصة فاستغلت الخصومة لتنتقم من جارتها...

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire