samedi 29 août 2015


نظرنا فرأينا  على بعد أمتار من الغابة دارا كبيرة  من الحجارة كأنها خرجت من أفلام الرعب المخيفة التي تقشعر لها الأبدان، بل قل هي أشبه بقصر العفريت الذي في روايات جدتي ( زهوة) والتي كانت   تقصها علينا كل ليلة  قبل أن نخلد للنوم.
قالت زكية – هيا نقترب منها أكثر. تسللنا نحو الدار الواحد تلو الآخر الا (عليا)  فلقد تملكه الخوف فجأة فتراجع نحو طرف الغابة وبقي يراقب الوضع  متأهبا لكل طارئ مستعدا للهروب في كل لحظة .
كان المبنى قديما جدا ، بعض جدرانه بدأت تميل جانبا كأنها تعبت وملت هي بدورها ثقل الزمان.كان بابها الخشبي الكبير مفتوحا . قال أحمد – هذه الدار يسكنها العفاريت، هيا نهرب..هيا نعد الى بيوتنا..هيا..هيا..
ضحكت وقلت – أنت يا أحمد مثل علي، تخاف من العفريت. وكأني بأحمد قد أصيب في كبريائه فرد غاضبا – أنا لا أخاف أحدا ، أنسا كان أم جنا.
وجدنا أنفسنا في غرفة واسعة شبه مظلمة. قال أحدنا – هذه الغرفة وحدها أوسع من بيتنا كله.
قلت معقبا – وهي باردة كأننا في فصل الشتاء.
قالت زكية – طبعا، شبابيكها مفتوحة على مر الدوام، وليس بها زجاج، وأبوابها ليس لها أقفال.
وأردف عمار – تستطيع كل القرية السكن بهذا البيت المهجور.
فجأة سمعنا صوتا غريبا، كادت على أثره  أقدامنا أن تتجمد وامتلكتنا رجفة . أما أنا فجف حلقي ورحت أبلع الريق بغية استرجاع بعض أنفاسي.
قالت زكية-  ماهذا الصوت الغريب، انه قادم  من هذه الجهة، هيا ننظر. لكن لا أحد منا تحرك.
قالت – ما بكم خائفين ؟ ألستم رجالا ؟؟-
على ذكر هذ ه الكلمة والتي يبدو أنها أصابت جلنا في الصميم  تشجعنا وتقدمنا خطوة الى الأمام. قال أحمد – ربما تسكن الذئاب هنا. ونخاف أن تفترسنا ولا أحد يعلم بنا.  ضحكت زكية وقالت عرفت الآن – ما هذا سوى صوت الهواء الذي يدخل من الأبواب والشبابيك المفتوحة فيحدث ضجة في الغرف الفارغة.. ما لكم لا توقنون ؟
قال عمار – أشعربالبرد، أريد أن أخرج الى الشمس. وقال أحمد  - وأنا أيضا، أخرج معك.
أما أنا وزكية فبقينا  مدة  ثم خرجنا لأخبر رفاقي بأمر في غاية الأهمية قلت – لقد رأيت شيئا غريبا باحدى الغرف، بالطابق السفلي ، اكتشفت أن بها فراشا ورأيت سجائر وزجاجة خمر فارغة.
فعقب أحمد على قولي- الجن لا يدخنون ولا يشربون الخمر. هذا عمل انسان. وانه لأمر عجيب. من له الشجاعة فيسكن ببيت كهذا ؟
قال عمار في تلعثم - هيا نعد الى القرية نحن لم نأت الى هنا للبحث عن الجن بل عن الغنم الضائعة.
فأخذنا برأيه وعدنا نجرأقدامنا من شدة العياء وكذلك من فشلنا في تحقيق ما جئنا من أجله . غير أن هناك شعورا ما كان  يراودنا في أننا قد نصل الى فك لغزالماشية واكتشاف ما تخبئه تلك الدار المهجورة من خبايا وأسرار.
في اليوم الموالي التقينا جميعا تحت شجرة التوت بالبستان المحاذي لبيت عماروراح كل منا يقترح خطة  في البحث عن الماشية  بعيدا عن مبادرات  السكان  الذين سارعوا بدورهم الى التجمهر وسط ساحة القرية منذ الصباح الباكر.
قالت زكية - كان علي أن أخبركم الأمس بأمرقد يكون مفيدا لكنني نسيت  فلقد أبصرت أثنا ء تواجدنا بالبيت المهجور آثار عجلات كبيرة  قرب الباب الخلفي للمبنى . وهكذا قررنا من باب الفضول والتحري أن نعود ثانية الى المكان . وفي الطريق أخبرنا أحد السكان أن قطيعا من غنم ( سي دحمان) قد اختفت البارحة.
قال أحمد معقبا - غريب كيف تختفي كل هذه الحيوانات ولا نسمع شيئا. صحت على الفور- أنا سمعت يا رفاقي .تذكرت الآن .  حيث  وأنا منغمس في التفكير في المبنى الكبير بلغ أذني  صوت محرك  ينبعث غير بعيد عن القرية . وواصلنا سيرنا ولم ننتبه الا ونحن على مقربة من الدار الكبيرة . فجأة توقف أحمد وأشارلنا بيده أن نكف عن الكلام مشيرا الى رجل  واقف بعتبة المبنى المهجورثم قال متسائلا بصوت خافت - من يكون هذا الرجل؟
قالت زكية  بعد تمعن - انه ( قدور)  الذي يشتغل بمزرعة " الحاج الطيب"ألم تعرفه يا علي ؟
قال علي - بلى انه هو ولكن ماذا يفعل هنا ؟
قال أحمد - سأذهب لأسأله عن الماشية. 
لكن عمار أوقفه  قائلا - انتبهوا لا تتحركوا هناك شاحنة متوقفة خلف المبنى. سمعنا  المدعو( قدور) يسأل سائق الشاحنة - هل كل الماشية بالشاحنة ؟ رد الرجل - نعم. ولكن أين ( حمود)؟ 
قال ( قدور) هو قادم. أما انا فعلي العودة بسرعة قبل أن يتفطن لغيابي الحاج الطيب.
أشرت الى زكية فاقتربت مني فأمرتها أن  تعود الى القرية  على الفورفتخبر أهلها  قبل انطلاق الشاحنة.
ونحن ننتظر سألت (عمار) - من يكون ( حمود ) هذا ؟ 
قال - هو رجل غريب عن القرية لا يتوقف عن شرب الخمر. ولقد أمسك به  الحاج الطيب متلبسا بسرقة سيارته  فسجن شهرين. واني لأظن أنه هو من يبيت بالمبنى .
سأل أحمد - واذا لم يحضر السكان في الوقت المناسب ؟
قلت على الفور. - لدي خطة. نمنع انطلاق المركبة. لدي سكين سأتنقل متخفيا  بين الأشجار الى غاية الشاحنة وهناك أقوم بثقب عجلاتها.
كان السائق  على مقعد السياقة وقد بدا عليه اضطراب شديد  وكان لا يكف عن التدخين. بعد دقائق خلتها ساعات عدت الى رفاقي سالما  مسرورا وقد أديت المهمة على أحسن وجه.
وصل المدو ( حمود) فأخذ نصيبا من التوبيخ من السائق على تأخره .وفي الأخير أدار الرجل المحرك فانطلقت المركبة  لكنها ما لبثت أن توقفت  فجأة لينزل الرجلان على عجل  وليكتشفا الأمر بعينيهما.
صاح أحدهما - لقد ثقبوا العجلات هيا نهرب ... هيا... وانطلقا يركضان كالمجنونين وما هي سوى خطوات قطعاها حتى فوجئا في طريقهما بجمع غفيرمن السكان في انتظارهما وقد تزودوا بالسيوف والهراوات .


·        كان جدي يسكن بقرية  صغيرة شرق البلاد، يقال لها " لوازى". تعودت كل سنة على قضاء عطلتي الصيفية بقربه مع الأهل والأقارب ، أمرح وسط البساتين الخضراء المتشابكة أشجارها ، المختلفة أنواعها ، المترامية ظلالها.اللذيذة فاكهتها.وكثيرا ما كنت أقضي اليوم رفقة أترابي  أسبح بوادي " الزرزيحة" الملتوي على امتداد أميال بين السهول المترامية أطرافها، الى غاية السد الكبيرحيث يلتقي صياد الأسماك القادمين من المدينة . كم كانت فرحتي كبيرة عند الالتقاء بأبناء عمومتي وعلى وجه الخصوص بابنة خالتي – زكية-. والتي لا تكاد تفارقني معظم أوقات النهار طوال مدة اقامتى بالقرية.
 هذه المرة قررت أن أفاجئ الجميع بحلولي مبكرا بالمكان ، لسببين اثنين  لا يمكن إخفاؤهما ، الأول شعوري بالملل من المدينة وضوضائها وهروبا من الحرارة ، وثانيهما اشتياقي الكبير الى جدي والى...زكية.
أمضيت يومي الأول بصحبة جدي  يسألني عن المدينة ومساوئ العيش بها  مبديا سعادته بالحياة في الريف . في صباح اليوم الموالي قررت الذهاب عند أحد أصحابي . وعلى غير عادة أهل القرية  فوجئت بأم عمار وأخواته واقفات  بعتبة الدار وقد بدت على وجوههن علامات الحيرة والحزن. بادرتهن بالتحية – صباح الخيريا عمتي مسعودة.فردت في تثاقل غير معتاد
§          – أهلا كمال . قلت – هلسعيد هنا؟  قالت لقد خرج منذ الفجر
قلت – سأجده ربما رفقة علي وأحمد...قالت أخته الكبرى – لا انه ذهب يبحث عن غنمنا.
سألت – ماذا حدث ؟ قالت متنهدة – لقد اختفت غنمنا البارحة بالليل. قلت والأسف باد عني - ربما تكون غادرت الزريبة وتاهت في الحقول ، سأذهب لمساعدة عمار في البحث عنها لا تقلقن سنجدها ان شا ء الله.
انطلقت مسرعا وسط حقول القمح الصفراء أشق صفوف السنابل المتمايلة تمايل موج البحر أمد خطواتي  بين البساتين المتجاورة الى أن أبصرت (عمار) يستعد لعبور الوادي . ناديته على الفور فاستدار نحوي وتوقف حتى اذا ما أدركته تعانقنا وبدت على وجهه ابتسامة عريضة رغم ما حل به من مأساة  في  ضياع لماشيته.
سألته – هل وجدت شيئا ؟ . قال – لا، ثم أضاف – لقد سرقها أحد بالليل، أنا متأكد.
قلت – لا أظن ذلك، من يجرأ على السرقة بهذه القرية الصغيرة  الهادئة حيث يعرف الناس بعضهم بعضا ويعيشون متآخين مند زمن بعيد. في هذه اللحظة التحق بنا علي وهو يلهث من العياء ليقول بصوت متقطع – هل تعرفون خالي الطيب، صاحب المزرعة الكبيرة وقطعان الغنم والأبقار . سمعت  أن عددا من ماشيته  اختفت . وأظن أنها سرقت بالليل مثلها مثل غنم عمار.

لما وصل أحمد وأخته زكية كونا فرقة أشبه ما تكون بفرق البحث التي نراها في الأفلام  البوليسية وانطلقنا في البحث في كل حدب وصوب. سرنا بطريق ملتو وسط الغابة الصغيرة حتى اذا ما أدركنا طرفها الآخر صاحت فينا  زكية – انظروا مشيرة بيدها الى مبنى كبير.ثم سألت - هل تعرفون لمن هذه الدار؟

mardi 25 août 2015

جلس عمي مسعود وهو رجل عرف بالحكمة بين الناس على ضفة نهر
وراح يتأمل الجمال المحيط به ويتمتم كلمات كلها تسبيح لله
وفجأة لمح عقرباً وقد وقع في الماء
وأخذ يتخبط محاولاً أن ينقذ نفسه من الغرق ؟
قرر الرجل أن ينقذه
مدّ له يده فلسعه العقرب
سحب الرجل يده صارخاً من شدّة الألم
ولكن لم تمض سوى دقيقة واحدة حتى مدّ يده ثانية لينقذه
فلسعه العقرب  
سحب يده مرة أخرى صارخاً من شدة الألم
وبعد دقيقة راح يحاول للمرة الثالثة
على مقربة منه كان يجلس رجل آخر ويراقب ما يحدث  
فصرخ الرجل: أيها الحكيم، لم تتعظ من المرة الأولى
ولا من المرة الثانية
وها أنت تحاول إنقاذه للمرة الثالثة ؟
لم يأبه الحكيم لتوبيخ الرجل
وظل يحاول حتى نجح في إنقاذ العقرب
ثم مشى باتجاه ذلك الرجل وربت على كتفه
قائلاً: يا بني من طبع العقرب أن يلسع ومن طبعي أن أُحب واعطف
فلماذا تريدني أن أسمح لطبعه أن يتغلب على طبعي

رجلٌ فقير، يعولُ أسرةً كبيرةً .. كثرَتْ نفقاتُ أسرتهِ.. وقلَّ العملُ في قريتهِ، فعزمَ على السفرِ، بحثاُ عن الرزقِ
ودَّعَ زوجته وأولاده، ومضى ينتقلُ من بلدٍ إلى آخر
وصلَ إلى مدينةٍ جميع سكانها بلهاء.. وجدَهم ينقلون صخوراً، وعلى رأسهم رجلٌ مهيبٌ، يشجّعهم على العمل، ويحثَّهم على السرعة
وقفَ عندهم، وسأل أحدّهم
- منْ هذا الرجلُ ؟
- إنَّهُ المقاول صاحب المشروع
- لماذا يقف هنا؟
- ليراقبَ العمل
انضمَ الرجلُ إلى العمال، ينقلُ معهم الصخور، دون أن يعرفَ الأجور.. صارَ يسرعُ إلى الحجر الكبير، فيحمله على كتفه ’، ويضعه في المكان المراد، فإنْ لم يجدْ حجراً كبيراً، حملَ حجرين صغيرين، بينما رفاقه لا يحملون إلا حجراً واحداً، ينتقونه من الأحجار الصغار
رأى صاحب المشروع نشاطَ الغريبِ، فأُعجبَ به أيَّما إعجاب، ولاحظ الغريبُ نظراتِ المقاول، فأيقنَ أنَّهُ سينال أجرةً وافية، تفوقُ أجورَ الآخرين، فضاعفَ جهودهُ، وزادَ سرعتهُ
انتهى النهار، وحانَ وقتُ استيفاءِ الأجور
اصطفَّ العمالُ، بعضهم وراء بعض، وانتصبَ المقاول أمامهم، فشرعوا يمرُّون أمامه، وكلَّما جاءه واحدٌ، أثنى عليه، وقال له
شكرا
وربّما قالها لبعضهم مرّتين
وجاءَ دورُ الغريبِ، فصافحه الرجل بحرارة..وقال له
- شكرا شكرا شكرا
فرح الغريبٌ، وقال في سرِّهِ
- سأحظى بأجرةٍ وافرةٍ
انتهى الثناءُ والكلام، وانصرفَ المقاول، وبقي العمال
سألَ الغريب ُ
- متى سنأخذُ الأجرة؟
- لقد أخذتَ أجرك
- لم آخذْ شيئاً!
- بل أخذتَ أكثر منّا جميعاً
- كيف ؟
- المقاول قال لك " شكرا" ثلاث مرّات
وهل هذه هي الأجرة ؟
- نعم
- هذا كلامٌ وثناء
- صاحبنا يوزِّعُ مدحه بحسبان، ولا يُظلَمُ لديه إنسان
أطرقَ الغريبُ يفكِّر.. إنَّهُ جائع، وليس معه نقود .,. خطرَ له خاطر
نهض مسرعاً، وتوجَّهَ إلى السوق
دخلَ مطعماً، وطلبَ طعاماً
أكل حتى شبع، ثم قام لينصرف
أمسكه صاحبُ المطعم، قال
- أين ثمنُ الطعام؟
- مدَّ يدَكَ
مدَّ صاحبُ المطعمُ يده، فصافحه الغريبُ بحرارة، وقال له
شكرا، شكرا، شكرا.
دُهشَ صاحبُ المطعم، وقال غاضباً
- أريدُ نقوداً
- لقد أعطيتك
- لم تعطني شيئاً! 
- أعطيتك عُملةَ صاحب المشروع
- هل أنتَ مجنون ؟
- لستُ مجنوناً
- هيّا معي إلى صاحبك هدا
أخذ صاحبُ المطعم الغريبَ، وذهبا إلى المقاول، وحينما وقفا بين يديه، قال صاحبُ المطعم
- هذا الرجلُ أكلَ طعامي، ولم يدفع الثمن
- نظرَ المقاول إلى الغريب فعرفه.. قال له
- لمَ لا تدفعُ له ثمنَ طعامه ؟
- لقد دفعت
- ماذا دفعت
- دفعتُ له عملتك
- أيَة عملة ؟
- عملة " شكرا" التي أعطيتني إياها
ضحك المقاول طويلاً، ثم أعطى صاحبَ المطعم، قيمةَ وجْبَتهِ، وطلب من الرجل الغريب ألا يعود الى ورشته أبدا وأن يخرج من المدينة على الفور، كي لا يتفطن البلهاء .

dimanche 23 août 2015

         وعلا رنين الهاتف من جديد، لم يكترث الزوجان له، لقد كانا في جلسة حميمية يبيعان من أجلها الدنيا وما فيها .بعد هنيهة عاد صوت الجهاز ليبطل متعة اللحظة الجميلة التي يتنعم بها الاثنان. قفز الرجل من السرير وهو يصيح في انزعاج تام – سأكسر هدا الهاتف اللعين.لكنه تردد قليلا مما سمح لزوجته من التقاط الجهاز ولتسأل على الفور
- من معي؟
جاءها الرد على الفور. انه صوت امرأة.
- ألو، نعم، قالت الزوجة متسائلة.
- من فضلك، أريد التحدث الى كمال...
- من تكونين من فضلك؟
- هو أعلم . دعيني أكلمه، انه لم يأت اليوم لاستقبالي بالمحطة.
أحست زوجة كمال بيدها ترتجف ولم تدر ما تضيف . وسقط الهاتف  من يدها على السريروقد اصفر وجهها وامتلآت عيناها دموعا.سأل كمال على الفور في حيرة
- مادايجري؟ من المتصل؟
- تعال واسأل بنفسك
- أسأل من ؟
أخبرته بما سمعت من المتصلة، فتبسم ضاحكا
- ماهده الا واحدة من المعاكسات اللآئي لا شغل لهن الا ...
- ولكنها دكرت اسمك.
وعاد الهاتف للرنين مرة أخرى
أمسك كمال بالجهاز ورمى به أرضا فتناثرت أجزاؤه بالغرفة.
وحرج كمال من البيت وهو يتمتم غاضبا يا لكيد النساء
أما الزوجة فلم يزدها دلك الا اسرارا لمعرفة حقيقة الأمر.
وهي تنظف الغرفة من بقايا الجهاز عثرت الزوجة على شريحة الهاتف فراودتها فكرة استعمالها بهاتفها لعل المتصلة المجهولة تعاود الكرة فتعلم منها أكثر وتشفي غليلها.
مضت أيام لم يتبادل الزوجان فيهما الحديث ولم يتطرق أحدهما الى موضوع الهاتف خوفا من انفجار الوضع من جديد. الغضب يلف المكان والصمت هو الحل، قد تحين الفرصة لاستبيان الحقيقة ولكن ليس الآن.
بعد أيام وبعد تردد وخوف وضعت الزوجة شريحة هاتف كمال بجهازها .
باحدى الليالي وبينما كان كمال منشغلا يتابع الأخبار على التلفاز رن هاتف الزوجة فاتقطته وألقت نظرة على واجهته فعلمت أن المكالمة من مجهول فانزوت بالغرفة وردت على الاتصال بهدوء وجاءها صوت المرأة، لقد تعودت الآن على سماعه. انها المرأة التي تأتي معها المشاكل.
- آلو، من معي؟
- ألأم تعرفيني ؟ أنا صديقة كمال، أين هو، انه لم يعد يتصل بي ، مادا فعلت به أيتها المجنونة؟
-  مادا تريدين منا؟ ألا يكفيك ما نحن فيه من هم وغم بسببك؟
-أني أريد كمال فقط. لقد قال لي دات مرة ونحن نتناول الغداء بأحد المطاعم أن زوجته عاقر و "باردة" وهو يريد أن ينجب  .فوعدته أنني سأملأ له البيت بنينا وبنات .
وانقطعت المكالمة...
لا، لن تستطيع هده العاهرة أن تحطم بيتي، لقد أخطأت الطريق ولا بد من معاقبتها. من قال لها أنني عاقر، هل كدب عليها كمال فعلا ؟ هو يعلم أنني وبتشاوربيننا اتفقنا على أن أتناول حبوب منع الحمل لمدة ما حتى نهيئ ظروفا أحسن لأطفالنا عند الانجاب.
في الغد، اتصلت الزوجة بقسم الشرطة دون علم زوجها وقصت على المحقق ما جرى فوعدها بالتحقيق في الأمر. ونصحها بالرد على المتصلة في كل مرة حتى يتسنى للشرطة معرفة الرقم  واسم المتصلة.
بعد أيام استدعيت الزوجة لقسم الشرطة وهناك تعرفت على المرأة "صاحبة المشاكل". انها جارتها القاطنة بالشقة المقابلة بالعمارة .كان بينهما خصام ...
تدكرت حينها أنها اتصلت بها  دات مرة بواسطة هاتف كمال. فاغتنمت الجارة الفرصة وسجلت الرقم لديها وبقيت تترصد بها الى أن حانت الفرصة فاستغلت الخصومة لتنتقم من جارتها...