نظرنا فرأينا على بعد أمتار من الغابة دارا كبيرة من الحجارة كأنها خرجت من أفلام الرعب المخيفة التي تقشعر لها الأبدان، بل قل هي أشبه بقصر العفريت الذي في روايات جدتي ( زهوة)
والتي كانت تقصها علينا كل ليلة قبل أن نخلد للنوم.
قالت زكية – هيا نقترب منها أكثر. تسللنا نحو الدار الواحد تلو الآخر الا (عليا) فلقد تملكه الخوف فجأة فتراجع نحو طرف الغابة وبقي يراقب الوضع متأهبا لكل طارئ مستعدا للهروب في كل لحظة .
كان المبنى قديما جدا ، بعض جدرانه بدأت تميل جانبا كأنها
تعبت وملت هي بدورها ثقل الزمان.كان بابها الخشبي الكبير مفتوحا . قال أحمد – هذه الدار
يسكنها العفاريت، هيا نهرب..هيا نعد الى بيوتنا..هيا..هيا..
ضحكت وقلت – أنت يا أحمد مثل علي، تخاف من العفريت.
وكأني بأحمد قد أصيب في كبريائه فرد غاضبا – أنا لا أخاف أحدا ، أنسا كان أم جنا.
وجدنا أنفسنا في غرفة واسعة شبه مظلمة. قال أحدنا – هذه الغرفة
وحدها أوسع من بيتنا كله.
قلت معقبا – وهي باردة كأننا في فصل الشتاء.
قالت زكية – طبعا، شبابيكها مفتوحة على مر الدوام،
وليس بها زجاج، وأبوابها ليس لها أقفال.
وأردف عمار – تستطيع كل القرية السكن بهذا البيت
المهجور.
فجأة سمعنا صوتا غريبا، كادت على أثره أقدامنا أن تتجمد وامتلكتنا
رجفة . أما أنا فجف حلقي ورحت أبلع الريق بغية استرجاع بعض أنفاسي.
قالت زكية- ماهذا الصوت الغريب، انه قادم من هذه الجهة، هيا
ننظر. لكن لا أحد منا تحرك.
قالت – ما بكم خائفين ؟ ألستم رجالا ؟؟-
على ذكر هذ ه الكلمة والتي يبدو أنها أصابت جلنا في الصميم تشجعنا وتقدمنا خطوة الى
الأمام. قال أحمد – ربما تسكن الذئاب هنا. ونخاف أن تفترسنا ولا أحد يعلم بنا. ضحكت زكية وقالت عرفت الآن – ما هذا سوى صوت الهواء الذي
يدخل من الأبواب والشبابيك المفتوحة فيحدث ضجة في الغرف الفارغة.. ما لكم لا
توقنون ؟
قال عمار – أشعربالبرد، أريد أن أخرج الى الشمس. وقال أحمد - وأنا أيضا، أخرج معك.
أما أنا وزكية فبقينا مدة ثم خرجنا لأخبر رفاقي بأمر في غاية الأهمية قلت –
لقد رأيت شيئا غريبا باحدى الغرف، بالطابق السفلي ، اكتشفت أن بها فراشا ورأيت
سجائر وزجاجة خمر فارغة.
فعقب أحمد على قولي- الجن لا يدخنون ولا يشربون الخمر.
هذا عمل انسان. وانه لأمر عجيب. من له الشجاعة فيسكن ببيت كهذا ؟
قال عمار في تلعثم - هيا نعد الى القرية نحن لم نأت الى هنا للبحث عن الجن بل عن الغنم الضائعة.
قال عمار في تلعثم - هيا نعد الى القرية نحن لم نأت الى هنا للبحث عن الجن بل عن الغنم الضائعة.
فأخذنا برأيه وعدنا نجرأقدامنا من شدة العياء وكذلك من فشلنا في تحقيق ما جئنا من أجله . غير أن هناك شعورا ما كان يراودنا في أننا قد نصل الى فك لغزالماشية واكتشاف ما تخبئه تلك الدار المهجورة من خبايا وأسرار.
في اليوم الموالي التقينا جميعا تحت شجرة التوت بالبستان المحاذي لبيت عماروراح كل منا يقترح خطة في البحث عن الماشية بعيدا عن مبادرات السكان الذين سارعوا بدورهم الى التجمهر وسط ساحة القرية منذ الصباح الباكر.
قالت زكية - كان علي أن أخبركم الأمس بأمرقد يكون مفيدا لكنني نسيت فلقد أبصرت أثنا ء تواجدنا بالبيت المهجور آثار عجلات كبيرة قرب الباب الخلفي للمبنى . وهكذا قررنا من باب الفضول والتحري أن نعود ثانية الى المكان . وفي الطريق أخبرنا أحد السكان أن قطيعا من غنم ( سي دحمان) قد اختفت البارحة.
قال أحمد معقبا - غريب كيف تختفي كل هذه الحيوانات ولا نسمع شيئا. صحت على الفور- أنا سمعت يا رفاقي .تذكرت الآن . حيث وأنا منغمس في التفكير في المبنى الكبير بلغ أذني صوت محرك ينبعث غير بعيد عن القرية . وواصلنا سيرنا ولم ننتبه الا ونحن على مقربة من الدار الكبيرة . فجأة توقف أحمد وأشارلنا بيده أن نكف عن الكلام مشيرا الى رجل واقف بعتبة المبنى المهجورثم قال متسائلا بصوت خافت - من يكون هذا الرجل؟
قالت زكية بعد تمعن - انه ( قدور) الذي يشتغل بمزرعة " الحاج الطيب"ألم تعرفه يا علي ؟
قال علي - بلى انه هو ولكن ماذا يفعل هنا ؟
قال أحمد - سأذهب لأسأله عن الماشية.
لكن عمار أوقفه قائلا - انتبهوا لا تتحركوا هناك شاحنة متوقفة خلف المبنى. سمعنا المدعو( قدور) يسأل سائق الشاحنة - هل كل الماشية بالشاحنة ؟ رد الرجل - نعم. ولكن أين ( حمود)؟
قال ( قدور) هو قادم. أما انا فعلي العودة بسرعة قبل أن يتفطن لغيابي الحاج الطيب.
أشرت الى زكية فاقتربت مني فأمرتها أن تعود الى القرية على الفورفتخبر أهلها قبل انطلاق الشاحنة.
ونحن ننتظر سألت (عمار) - من يكون ( حمود ) هذا ؟
قال - هو رجل غريب عن القرية لا يتوقف عن شرب الخمر. ولقد أمسك به الحاج الطيب متلبسا بسرقة سيارته فسجن شهرين. واني لأظن أنه هو من يبيت بالمبنى .
سأل أحمد - واذا لم يحضر السكان في الوقت المناسب ؟
قلت على الفور. - لدي خطة. نمنع انطلاق المركبة. لدي سكين سأتنقل متخفيا بين الأشجار الى غاية الشاحنة وهناك أقوم بثقب عجلاتها.
كان السائق على مقعد السياقة وقد بدا عليه اضطراب شديد وكان لا يكف عن التدخين. بعد دقائق خلتها ساعات عدت الى رفاقي سالما مسرورا وقد أديت المهمة على أحسن وجه.
وصل المدو ( حمود) فأخذ نصيبا من التوبيخ من السائق على تأخره .وفي الأخير أدار الرجل المحرك فانطلقت المركبة لكنها ما لبثت أن توقفت فجأة لينزل الرجلان على عجل وليكتشفا الأمر بعينيهما.
صاح أحدهما - لقد ثقبوا العجلات هيا نهرب ... هيا... وانطلقا يركضان كالمجنونين وما هي سوى خطوات قطعاها حتى فوجئا في طريقهما بجمع غفيرمن السكان في انتظارهما وقد تزودوا بالسيوف والهراوات .
في اليوم الموالي التقينا جميعا تحت شجرة التوت بالبستان المحاذي لبيت عماروراح كل منا يقترح خطة في البحث عن الماشية بعيدا عن مبادرات السكان الذين سارعوا بدورهم الى التجمهر وسط ساحة القرية منذ الصباح الباكر.
قالت زكية - كان علي أن أخبركم الأمس بأمرقد يكون مفيدا لكنني نسيت فلقد أبصرت أثنا ء تواجدنا بالبيت المهجور آثار عجلات كبيرة قرب الباب الخلفي للمبنى . وهكذا قررنا من باب الفضول والتحري أن نعود ثانية الى المكان . وفي الطريق أخبرنا أحد السكان أن قطيعا من غنم ( سي دحمان) قد اختفت البارحة.
قال أحمد معقبا - غريب كيف تختفي كل هذه الحيوانات ولا نسمع شيئا. صحت على الفور- أنا سمعت يا رفاقي .تذكرت الآن . حيث وأنا منغمس في التفكير في المبنى الكبير بلغ أذني صوت محرك ينبعث غير بعيد عن القرية . وواصلنا سيرنا ولم ننتبه الا ونحن على مقربة من الدار الكبيرة . فجأة توقف أحمد وأشارلنا بيده أن نكف عن الكلام مشيرا الى رجل واقف بعتبة المبنى المهجورثم قال متسائلا بصوت خافت - من يكون هذا الرجل؟
قالت زكية بعد تمعن - انه ( قدور) الذي يشتغل بمزرعة " الحاج الطيب"ألم تعرفه يا علي ؟
قال علي - بلى انه هو ولكن ماذا يفعل هنا ؟
قال أحمد - سأذهب لأسأله عن الماشية.
لكن عمار أوقفه قائلا - انتبهوا لا تتحركوا هناك شاحنة متوقفة خلف المبنى. سمعنا المدعو( قدور) يسأل سائق الشاحنة - هل كل الماشية بالشاحنة ؟ رد الرجل - نعم. ولكن أين ( حمود)؟
قال ( قدور) هو قادم. أما انا فعلي العودة بسرعة قبل أن يتفطن لغيابي الحاج الطيب.
أشرت الى زكية فاقتربت مني فأمرتها أن تعود الى القرية على الفورفتخبر أهلها قبل انطلاق الشاحنة.
ونحن ننتظر سألت (عمار) - من يكون ( حمود ) هذا ؟
قال - هو رجل غريب عن القرية لا يتوقف عن شرب الخمر. ولقد أمسك به الحاج الطيب متلبسا بسرقة سيارته فسجن شهرين. واني لأظن أنه هو من يبيت بالمبنى .
سأل أحمد - واذا لم يحضر السكان في الوقت المناسب ؟
قلت على الفور. - لدي خطة. نمنع انطلاق المركبة. لدي سكين سأتنقل متخفيا بين الأشجار الى غاية الشاحنة وهناك أقوم بثقب عجلاتها.
كان السائق على مقعد السياقة وقد بدا عليه اضطراب شديد وكان لا يكف عن التدخين. بعد دقائق خلتها ساعات عدت الى رفاقي سالما مسرورا وقد أديت المهمة على أحسن وجه.
وصل المدو ( حمود) فأخذ نصيبا من التوبيخ من السائق على تأخره .وفي الأخير أدار الرجل المحرك فانطلقت المركبة لكنها ما لبثت أن توقفت فجأة لينزل الرجلان على عجل وليكتشفا الأمر بعينيهما.
صاح أحدهما - لقد ثقبوا العجلات هيا نهرب ... هيا... وانطلقا يركضان كالمجنونين وما هي سوى خطوات قطعاها حتى فوجئا في طريقهما بجمع غفيرمن السكان في انتظارهما وقد تزودوا بالسيوف والهراوات .