تعودت عائلة العم محمود
قضاء أوقات العطل بالريف وكانت تتحين كل مناسبة لزيارة الأهل أين يقيم الجد شعبان والذي رغم بعده عن أولاده لا يزال الرجل الآمر الناهي والمتصرف في شؤون الأسرة ولذلك فلا يزال محمود يستشير
والده في كل كبيرة و صغيرة. وقد جاءت فرصة
العطلة هذه المرة ليطرح الابن على أبيه فكرة
انشاء مقاولة بالشراكة مع أحد الأصدقاء. كان لمحمود بنت في العاشرة من العمر يقال لها
هناء.وكثيرا ما كان جدها يقص عليها قصص "الغولة" التي تأكل لحم البشر.
ذات يوم لم تجد أم هناء من تبعث من أبناء
الجيران لشراء الملح فأرسلت ابنتها على عجل موصية اياها بالأسراع. قائلة لها خذي ما تبقى من النقود واشتري به حلوى لك. قصدت
البنت المحل على عجل فاقتنت ما أوصت به أمها ولما همت بالخروج اعترضت سبيلها
" العجوز "فطومة" وهي
امرأة يطلق عنها السكان اسم المهبولة" نظرا لتصرفاتها السيئة ازاء الناس و الصرخات التي تطلقها من حين الى حين
دون سبب.
حاولت هناء التهرب بمراوغة العجوز يمينا وشمالا لكن فطومة"
أمسكت بها فعلا صراخ البنت وسالت دموعها . تدخل صاحب المحل فباغتته "فطومة"
بحجر كانت تحملها ومكنت تلك اللحظة الطفلة من الفرار .
وصلت البنت البيت في حالة من الذعر
والهلع وارتمت في حجر أمها تستغيث وتلتفت نحو الباب عاد محمود من الحقل فوجد
ابنته على تلك الحال ولما سأل أخبرته الزوجة بأن البنت عادت من الدكان
تبكي وترتجف
، وهما على تلك الحال فاذا بالباب
الخارجي يطرق طرقا عنيفا أسرع الأب ليجد نفسه وجها لوجه مع " فطومة" .
حاولت "فطومة" الدخول بالقوة
لكن محمودا دفعها الى الخارج وهو يصيح في وجهها – ماذا لاتريدين أيتها المجنونة ؟
هيا انصرفي قبل أن أقتلك وأخلص الناس من
شرك. سمع الجيران صراخ الأب فتجمعوا أمام
الباب يتساءلون عن السبب.
فعلموا من صاحب المحل الذي هرع بدوره
لعين المكان ما جرى . ولما طلب الحاضرون من فطومة " التعقل" والانصراف
أبت وطلبت باشارات فهم الجميع أنها تريد البنت هناء, لكن الأب قال أن ذلك من
مستحيلا وهدد العجوز بالضرب. واستمر
الجدال بين الناس فمنهم من رفض أن تخرج
البنت لملاقاة " المهبولة"
ومنهم من ألح على محمود احضار البنت ولا
خوف عليها مادامت في حماية الجميع.
أخيرا اقتنع الأب بالطرح الثاني وأتى بابنته
على مضض.
خرجت هناء ترتجف وبيدها حبات الحلوى وما أن رأت فطومة
الحلوى بيد البنت حتى انقضت عليها لتأخذها منها وهي تصيح فرحة مستبشرة– أخيرا وجدت القصاصة التي كانت
تنقصني. الأن يمكنني الفوز بالجائزة الأولى في مسابقة ( بون
بون) للحلويات....ههههههههها....
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire