mercredi 21 octobre 2015


كان معلم المدرسة الابتدائية بالقرية الجبلية  معجبا كثيرا بتلاميذه  وكان معجبا أكثر بالطفلين حسين و صفية  لأنهما كانا من أحسن الطلبة سلوكا ونشاطا ولذلك كان دوما يفاخر يهما زملاءهما ويقول عنهما أنهما سيكون لهما شأن في المستقبل . بعد نجاحه انتقل حسين للدراسة بالمدينة بينما فضل أبو صفية الرحيل إلى مدينة سطيف للعمل هناك  ورافقته أسرته حيث  التحقت صفية بدورها بالتعليم المتوسط.
كبر حسين وكبر معه طموحه  في اعتلاء أعلى سلم  الطبقة الاجتماعية ونجح في إكمال تعليمه الجامعي  ليتخرج برتبة أستاذ التعليم الثانوي. وبقي يتحن فرصة التوظيف والتي طال أمدها. وشاءت الصدف أن يلتقي مجددا بصفية زميلته بالتعليم الابتدائي  بالقرية الجبلية. ونشأت بين الطرفين مودة ومحبة انتهت بزواجهما. ولأنهما ألفا حياة المدينة فقد استقر بهما الرأي على الإقامة بها. ولتلبية ما تتطلبه الأسرة من نفقات فقد لجأ حسين للعمل مؤقتا نادلا بإحدى المقاهي بينما اكتفت صفية بالمكوث بالبيت في انتظار أيام أحسن وفي انتظار أن يفتح الله لهما باب الشغل  ليكملا حلمهما في العمل بالإدارة أو بسلك التعليم.
بالحي الذي سكنا فيه تعرفت صفية على سيدة ثرية  لطيفة المعشر. في يوم من الأيام دعي حسين وزوجته لحضور عرس أحد الأقارب بالقرية الجبلية . ولكي تتزين وتتجمل ارتأت صفية أن تستعير من جارتها الثرية  حزاما مرصعا بالذهب . فلم تتوان السيدة اللطيفة في الاستجابة للطلب راجية من صفية المحافظة على الحزام واعادته فور رجوعها من العرس.
أقيم الحفـل وحضر المدعوون  بكثافة من رجال ونساء وحتى الأطفال فاكتظت بهم القاعة . ورقصت النسوة على وقع الأغاني البدوية وعلت الزغاريد وفي خضم ذلك الهرج لم تنتبه صفية  أن الحزام ضاع منها إلا بعد أن انتهى الحفل والصخب . أصيبت بهلع شديد وجاشت بالبكاء وسألت عنه كل من حضر لكن لا عينا رأت . رجعت صفية وحسين إلى المدينة يجران خيبة لا تضاهيها خيبة  وهما يفكران في ردة فعل السيدة الثرية حينما تعلم بالأمروبأي وجه سيقابلانها وماذا سيقولان لها ......( يتبع)....

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire