كان الأطفال في هذه الليلة في
شغل شاغل .. فقد نزلت أمطار غزيرة على القرية وسالت شعابها ووديانها
.. فكان الأطفال يخوضون في السيل ويلعبون.
ولهذا كانت الجدة قلقة عليهم في هذا اليوم ولم يطمئن بالها حتى خيم الظلام وحجب الأبصار عن الرؤية واشتد البرد.. الأمر الذي جعل الأطفال يبحثون عن الدفء و عن الراحة أيضاً
واجتمع الأطفال حول جدتهم واقترح أحدهم بأن تقص عليهم قصة من قصصها الطريفة والقيمة.
فقالت الجدة حباً وكرامة
...
كان باحدى القرى تاجر مشهور له ثروة طائلة ولم يرزق إلا ولداً واحداً فكان هذا الولد هو أمله في الحياة وهو موضع اهتمامة ورعايته... وكبر هذا التاجر وأحس بالضعف فصفى تجارته وحولها إلى ذهب ولم يترك منها إلا بقايا بسيطة للانفاق على أسرته
وجمع الذهب ووضعه في جلد رقبة بعير ثم حفر حفرة تحت سقف الدرجة ودفنه فيه ..
وصار معظم اماني الوالد أن يتزوج ولده .. ولكن الزواج لا بد أن يكون من امرأة تكون بكراً لم تجرب الأزواج ولم تنتقل بينهم .. ودعا ولده ذات يو م وقال له
يا ولدي ان أيامي معدودة .. وان امنيتي أن اراك متزوجاً زواجاً موفقاً .. وأن أرى أولادك قبل أن أغادر هذه الدار الفانية .. وإن لي وصية في الزوجة وهي أن تكون بكراً .. واياك الثيب
فأجابه ولده أن نصائحه له سوف تكون نافذة.. وسيحرص على تطبيقها بحذافرها .. فدعا له والده بالتوفيق
ودارت الأيام وأحب الولد امرأة مطلقة
وبادلته هذا الحب .. واتفقا على الزواج واشترط عليها إذا سألها والده أهي بكر أو ثيب ان تقول له ان ولدك تزوجني وأنا بكر. وتم الزواج ونقل الولد زوجته الى دار ابيه وسأله هل زوجتة بكراً فقال انها بكر .. وسأل الوالد الزوجة عن ذلك فكان جوابها مطابقاً لجواب ولده
وسر الوالد وقرت عينه باستقرار ابنه .. ووضعه اللبنة الأولى في سبيل تكوين أسرة تحمل اسم العائلة وتخلد ذكراها
وتكاثرت الأمراض على الأب .. وحطت من قواه أمراض الشيخوخة فكانت زوجة ولده تظهر نحوه عطفاً وشفقة وتقوم بخدمتة ليل نهار ولا تكاد تفارق فراشة الذي أمسى ملازماً له طيلة ساعات الليل والنهار
وتوسم الشيخ في زوجة ولده عقلاً ونجابة وحسن تدبير .. كما أنه من ناحية ثانية .. يرى ان ولده لا يزل في طفرة الشباب .. ولاتزال تسيطر على نفسه بعض نزوات الشباب وطيشه.. ولهذا فقد أخفى مخزون الذهب عن ولده
وعندما أحس الشيخ بدنو أجله .. جاء بزوجة ولده وقال لها لقد خلّفت لكم ثروة بعضها بين أيديكم أنقفا منها باتزان وتعقل والبعض الأخر مدفون تحت سقف هذه الدرجة فان احتجتم فخذا من هذا الذهب المخزون تحت الدرجة .. واياك ان يعلم عنه زوجك أو يستولي عليه .. فانني أخشى أن يسرف في الانفاق منه .. وأن يبددة فلا يكون امامكم إلا الحاجة والعوز
فدعت له زوجة ولده و أكثرت من الدعوات الصالحات .. ومات الأب وورث ثروته الابن وصار ينفق مما تحت يده نفقة من لا يخشى الفقر .. ولا يحاول ان ينمي شيئاً منه .. أو يبحث عن مصادرأخرى تعوضه عما ينفق ...
واستمر على هذه الحالة .. إلى أن نفد ما عنده من نقود ثم راح يبيع الأثاث والمفروشات.. وتغيرت نظرات الناس اليه من عز الى احتقار .وضاقت به الدنيا..
ورأت زوجته ما هو فيه من حالة سيئة .. فأشارت عليه بأن يسافر .. وأن يسعى في طلب الرزق لعل الله يفتح له باباً يعيش منه وينفق على عائلتة ..! وعزم الشاب على السفر .. ووصل إلى الكويت بحثا عن عمل..
يكسب منه الرزق ... ولكنه لم يجد فالأعمال الشاقة لا يرضاها لنفسه والعمل اليسير لم يتيسر له .. وذهب ذات يوم بعد أن خاب أمله في وجود عمل يتناسب مع رغباته إلى أحد المساجد وصلى فيه صلاة الظهر .. وكان من الصدف المباركة أن كان يصلي بجانبة أحد أثرياء البلد .. فسلم الثري على الشاب وسألة عن بلده فأخبره بها ثم سألة عن عائلتة .. فأخبره أيضاً أنه فلان ابن فلان
فقال التاحر هدا اسم تاجر من تجار كبار كان يتعامل معه يبيع ويشتري منه بمبالغ طائلة سأل التاجر وما هي أخبار والدك فقال توفي ..!! فدعا التاجر لزميله الراحل بالرحمة والغفران ثم سأل الشاب عن سبب مجيئه إلى الكويت وتحمله مشاق السفر فقال الشاب لقد انفقفت ما تبقى من المال بعد أبي .. ونفذ ما في يدي .. ولم يبق امامي إلا السفر لطلب العيش ..!!
فقال التاجر لهذا الشاب أن لوالدك ثروة كبيرة لا يمكن أن تنفد بهذة السرعة .. ولابد ان في الأمر سراً فهل أوصاك والدك قبل الوفاة بوصية خاصة ..!!
فقال الشاب نعم انه اوصاني بأن لاأتزوج راجعاً بل علي أن أتزوج بكراً .. ولكنني أحببت واحدة في أخريات حياة والدي وكانت راجعاً .. فدفعني الحب الذي جعله الله في قلبي لهذة المرأة إلى أن أتزوجها و أن أخدع والدي و أكذب عليه بأنها بكر وتواطأت مع زوجي على ذلك فلم يشك والدي في صدقنا ومات مطمئن البال قرير العين لأن اخر أمنياته في الحياة ان يراني متزوجاً سعيداً
ولهذا كانت الجدة قلقة عليهم في هذا اليوم ولم يطمئن بالها حتى خيم الظلام وحجب الأبصار عن الرؤية واشتد البرد.. الأمر الذي جعل الأطفال يبحثون عن الدفء و عن الراحة أيضاً
واجتمع الأطفال حول جدتهم واقترح أحدهم بأن تقص عليهم قصة من قصصها الطريفة والقيمة.
فقالت الجدة حباً وكرامة
...
كان باحدى القرى تاجر مشهور له ثروة طائلة ولم يرزق إلا ولداً واحداً فكان هذا الولد هو أمله في الحياة وهو موضع اهتمامة ورعايته... وكبر هذا التاجر وأحس بالضعف فصفى تجارته وحولها إلى ذهب ولم يترك منها إلا بقايا بسيطة للانفاق على أسرته
وجمع الذهب ووضعه في جلد رقبة بعير ثم حفر حفرة تحت سقف الدرجة ودفنه فيه ..
وصار معظم اماني الوالد أن يتزوج ولده .. ولكن الزواج لا بد أن يكون من امرأة تكون بكراً لم تجرب الأزواج ولم تنتقل بينهم .. ودعا ولده ذات يو م وقال له
يا ولدي ان أيامي معدودة .. وان امنيتي أن اراك متزوجاً زواجاً موفقاً .. وأن أرى أولادك قبل أن أغادر هذه الدار الفانية .. وإن لي وصية في الزوجة وهي أن تكون بكراً .. واياك الثيب
فأجابه ولده أن نصائحه له سوف تكون نافذة.. وسيحرص على تطبيقها بحذافرها .. فدعا له والده بالتوفيق
ودارت الأيام وأحب الولد امرأة مطلقة
وبادلته هذا الحب .. واتفقا على الزواج واشترط عليها إذا سألها والده أهي بكر أو ثيب ان تقول له ان ولدك تزوجني وأنا بكر. وتم الزواج ونقل الولد زوجته الى دار ابيه وسأله هل زوجتة بكراً فقال انها بكر .. وسأل الوالد الزوجة عن ذلك فكان جوابها مطابقاً لجواب ولده
وسر الوالد وقرت عينه باستقرار ابنه .. ووضعه اللبنة الأولى في سبيل تكوين أسرة تحمل اسم العائلة وتخلد ذكراها
وتكاثرت الأمراض على الأب .. وحطت من قواه أمراض الشيخوخة فكانت زوجة ولده تظهر نحوه عطفاً وشفقة وتقوم بخدمتة ليل نهار ولا تكاد تفارق فراشة الذي أمسى ملازماً له طيلة ساعات الليل والنهار
وتوسم الشيخ في زوجة ولده عقلاً ونجابة وحسن تدبير .. كما أنه من ناحية ثانية .. يرى ان ولده لا يزل في طفرة الشباب .. ولاتزال تسيطر على نفسه بعض نزوات الشباب وطيشه.. ولهذا فقد أخفى مخزون الذهب عن ولده
وعندما أحس الشيخ بدنو أجله .. جاء بزوجة ولده وقال لها لقد خلّفت لكم ثروة بعضها بين أيديكم أنقفا منها باتزان وتعقل والبعض الأخر مدفون تحت سقف هذه الدرجة فان احتجتم فخذا من هذا الذهب المخزون تحت الدرجة .. واياك ان يعلم عنه زوجك أو يستولي عليه .. فانني أخشى أن يسرف في الانفاق منه .. وأن يبددة فلا يكون امامكم إلا الحاجة والعوز
فدعت له زوجة ولده و أكثرت من الدعوات الصالحات .. ومات الأب وورث ثروته الابن وصار ينفق مما تحت يده نفقة من لا يخشى الفقر .. ولا يحاول ان ينمي شيئاً منه .. أو يبحث عن مصادرأخرى تعوضه عما ينفق ...
واستمر على هذه الحالة .. إلى أن نفد ما عنده من نقود ثم راح يبيع الأثاث والمفروشات.. وتغيرت نظرات الناس اليه من عز الى احتقار .وضاقت به الدنيا..
ورأت زوجته ما هو فيه من حالة سيئة .. فأشارت عليه بأن يسافر .. وأن يسعى في طلب الرزق لعل الله يفتح له باباً يعيش منه وينفق على عائلتة ..! وعزم الشاب على السفر .. ووصل إلى الكويت بحثا عن عمل..
يكسب منه الرزق ... ولكنه لم يجد فالأعمال الشاقة لا يرضاها لنفسه والعمل اليسير لم يتيسر له .. وذهب ذات يوم بعد أن خاب أمله في وجود عمل يتناسب مع رغباته إلى أحد المساجد وصلى فيه صلاة الظهر .. وكان من الصدف المباركة أن كان يصلي بجانبة أحد أثرياء البلد .. فسلم الثري على الشاب وسألة عن بلده فأخبره بها ثم سألة عن عائلتة .. فأخبره أيضاً أنه فلان ابن فلان
فقال التاحر هدا اسم تاجر من تجار كبار كان يتعامل معه يبيع ويشتري منه بمبالغ طائلة سأل التاجر وما هي أخبار والدك فقال توفي ..!! فدعا التاجر لزميله الراحل بالرحمة والغفران ثم سأل الشاب عن سبب مجيئه إلى الكويت وتحمله مشاق السفر فقال الشاب لقد انفقفت ما تبقى من المال بعد أبي .. ونفذ ما في يدي .. ولم يبق امامي إلا السفر لطلب العيش ..!!
فقال التاجر لهذا الشاب أن لوالدك ثروة كبيرة لا يمكن أن تنفد بهذة السرعة .. ولابد ان في الأمر سراً فهل أوصاك والدك قبل الوفاة بوصية خاصة ..!!
فقال الشاب نعم انه اوصاني بأن لاأتزوج راجعاً بل علي أن أتزوج بكراً .. ولكنني أحببت واحدة في أخريات حياة والدي وكانت راجعاً .. فدفعني الحب الذي جعله الله في قلبي لهذة المرأة إلى أن أتزوجها و أن أخدع والدي و أكذب عليه بأنها بكر وتواطأت مع زوجي على ذلك فلم يشك والدي في صدقنا ومات مطمئن البال قرير العين لأن اخر أمنياته في الحياة ان يراني متزوجاً سعيداً
وفعلاً فقد كانت زوجي ذكية عاقلة مدبرة لشئون البيت .. كما انها أولت والدي في أيامه الأخيرة عناية فائقة وكانت لا تكاد تفارق فراشة في ليل أو نهار لتوفر له جميع طلباته .. وتساعده على جميع الصعوبات التي كان يعاني منها
فقال التاجر .. ومع هذا كله فان في الأمر سراً لايزال غامضاً ولا بد من التحري لمعرفة هذا السر
فقال الشاب ان الأمر اليك فانظر ما هو الطريق الموصل إلى اكتشاف هذا السر
قال التاجرأرى أن أفضل طريقة هي أن أزوجك ابنتي البكر وأن تسافر معك إلى بلدك على أساس أنها عبد مملوكة .. وسوف تطلى جلدها بطلاء أسود بحيث أن كل من يراها لايشك في أنها جارية سوداء
وتذهب بها الى بيتك وتقول أنها جارية وجدتها رخيصة فاشتريتها وقد جئت بها لخدمة الزوحة .. وهي صقهاء طرماء أي لاتسمع ولا تتكلم .. وسوف أخبر ابنتي بالحيلة ولكن هذا كله بشرط
فقال الشاب وماهو الشرط : - فقال أن لاتمس ابنتي و أن يكون هذا العقد عقداً صورياً لايبيح لك أن تضجعها .. ولا أن تفعل معها ما يفعلة الأزواج مع زوجاتهم واذا خالفت هذا الشرط فان العقوبة تكون قطع يدك اليمنى
فقبل الشاب هذا الشرط ورضي بالجزاء اذا خالفه تم الزواح بين الشاب وابنة التاجر .. وطليت بالطلاء الأسود حتى لا يشك من يراها أنها جارية ..!! وتظاهرت بالصم والطرم..!! وصل الشاب إلى بلده .. ودخل بيتة فوجد زوجتة على الحال التي تركتها عليها وجاء بالجارية فقال لها هذه جارية وجدتها رخيصة فاشتريتها لتكون خادمة لك إلا أن فيها عيباً فهي لا تسمع ولا تنطق .. ولكن ذلك لايهمنا فان من الممكن افهامها بالاشارة عما نريد ان تعلمه .. أما ما عدا ذلك فلسنا في حاجة اليه
واقتنعت الزوجة بهذا الكلام
بقي الزوج مع زوجتة يروح ويغدو اليها والجارية عندها تعمل في البيت لاحظت "الخادمة" قدوم شخص غريب الى البيت في غياب الزوح يأتي الى الزوحة في الأوقات التي يكون زوجها خارج الدار ويخلو بها خلوات مريبة والجارية ترى وكأنها لا ترى شيئاً
وجاءها ذات يوم هذا الصاحب .. وقال لها لقد وردت بضاعة رخيصة سوف نجني منهامكاسبا كبيرة واني أريد منك أن تعطيني مائة قطعة ذهبية .. وسألت الزوجة حبيبها عن نوع البضاعة فقال انها قطعان من الا بل المعروضة للبيع .
فذهبت الزوجة الى بيت الدرجة .. ثم جاءت بالقطع الذهبية المطلوبة ودفعتها لحبيبها .. وثمنت له مكاسب طيبة .وجاء الزوج فانتهزت الفتاة فرصة من فرص غفلة الزوحة وانشغالها فأخبرت الزوج بما رأت وما سمعت وانكشف الأمر للزوج .. وكان قد رسم الخطة رسماً دقيقاً بحيث لا يحتاج إلى تأمل ولا تفكير
ودعا زوجتة فقال لقد قررت الرحيل من هذه البلد التي لا عمل لي فيها ولا رزق ... والمرء يسعى وراء الرزق في أي مكان فهل ترافقنني الى حيث اريد؟
فا عتذرت الزوجةبالقول أنهالا تألف الغربة .. ولاتقوى على مشقة السفر .. وفي امكانه أن يذهب وحده .. ثم يعود اليها متى يشاء
فقال الزوج أرحلي الى أهلك وابقي عندهم لأنني سوف أبيع هذه الدار حالاً .. وبالثمن الذي تقف عنده بعد عرضها في المزاد العلني
فلم يسع الزوجه إلا أن حمعت أغراضها الخاصة لتذهب إلى بيت أهلها ...
ودخل الزوج بيت الدرجة فوجد المال فاستخرجة كله وباع اثاث بيتة وقال لأحد الباعة أعلن عن بيع بيتي في المزاد العلني .. فبدأ البائع يعرض على الناس بيع البيت
والتقت الزوجة بحبيبها وقالت له اشتر البيت بأي ثمن ولا تدعه يذهب إلى غيرنا ... فان فيه مالاً وفيراً يعوضنا عن جميع ما ندفع فيه ... وكان البيت بقيمة ألفي ريال _ مثلاً _ ولكن الثمن الذي دفع فيه بلغ عشرة آلاف ريال ... دفعها حبيب الزوجة الخائنة ....وباع الرجل بيتة وقبض ثمنه وشد الرحال متوجهاً إلى الكويت أين يقيم أبو الفتاة ....
وعندما وصلا منتصف الطريق هطلت عليهم أمطار غزيرة سالت على أثرها الشعاب والوديان ...
وذهبت الفتاة الى احد الغدران فا غتسلت ونظفت جسمها من ذلك الطلاء الأسود وبدت الفتاة في أحلى صورة ..
ورآها زوجها فلم يملك نفسه ونسي الشرط والوفاء بالشرط لهذا التاجر الشهم الذي استطاع بفطنته وذكائه أن يكتشف هذا السر المغلق بهذه الطريقة التي هي غاية في البساطة .. فالشاب أمام هذا الاغراء وهذه الاستجابة من قبل الشابة .. لم يفكر في هذا الشرط الذي هو قطع يده اليمنى
ووقع المحظور وضاجع الرجل زوجته واخل بالشرط الذي اتفق عليه مع التاحر
...
وإذاً فليكن ما يكون وقدم الرجل بزوجتة على ذلك التاجر .. وأخبره بأن ماكان يتوقعه صحيحاً .. وان الثروة كانت في قبضة زوجته السابقة .. وأن الطريقة التي رسمها لا كتشاف السر كانت حكيمة وموفقة ... فسر التاجر بهذه النتائج سروراً كبيراً ... ثم سأل الشاب عن الشرط الذي كان بينهما
فقال الشاب أما هذا الشرط فإنني لم أف به وأنا شديد الأسف لما حدث .. وانني اشعر بالذنب وأشعر بأنني أسأت التصرف واني استحق من العقوبه اكثر مما فرض علي فقال التاجر اما اكثر فلا واما الشرط سوف أنفذه عليك فكن على استعداد لقطع يدك اليمنى فقال الشاب انني على اتم الإستعداد ولعل في قطعها ما يكفر عن خطيئتي
واستعد الأب لتنفيذ الشرط
واستعد الشاب لتحمل آلام قطع يده اليمنى ... وجاء دور التنفيذ .. وقال التاجر للشاب انني لن أقطع يدك أمام ناظريك لطفاً بك ... واحتراماً لمشاعرك .. ولكنني سوف أخرق في هذا الحائط ثقباً بقدر ما تدخل يدك .. وتكون انت داخل هذه الغرفة .. وأكون أنا خارجها فتدخل يدك في هذا الثقب وتخرجها الي فأقطعها
فقال للتاجر الرأي ما ترى .. وثقب الخرق ودخل الشاب في الغرفة واستعد التاجر لقطع يده .. ولم يشعر الشاب وهو في هذه الغرفة إلا بإبنة التاجر تدخل عليه من حيث لا يشعر والدها .. ورأته يريد أن يدخل يده اليمنى فأمسكتها .. وقالت له انني أنا من أدخل يدي بدلاً منك ... فقال الشاب ان الجرم جرمي .. وأنا من يستحق العقاب
فقالت الشابة ولكنني شريكتك في الذنب ثم انا في بيتي مستورة .. أما أنت فتخرج إلى الأسواق وقطع اليد اليمنى يعيبك ويلفت اليك النظر .. ويجعل الناس يظنون فيك شتى الظنون
وتأخر الفتى في اخراج يده من الخرق .. فاستحثة التاجر وطلب منه ان يبادر بادخل يده من الخرق للخلاص من المهمة .. وكانت الفتاة قد تغلبت على الشاب وأقنعتة بأن تدخل يدها بدلاً منه
وهكذا كان أدخلت الفتاة يدها في الثقب واستعدت لقطع يدها .. ولكن الوالد رأى اليد عرف انعا ليست يد الفتى وإنما يد الفتاة فأمر بسحب يدها ثم دخل عليهما في الغرفة وقال .. موجهاً الحديث للفتى ..ارأيت نتائج نصيحة والدك في أن لا تتزوج إلا بكراً ... فانظر اليها ... وأشار الى ابنته انها تريد ان تفديك بنفسها ..... وان تتحمل بدلك هذه العقوبة القاسية ... مع أنك أنت الجاني وأنك أنت الذي تستحقها ولا أحد غيرك يستحقها ... فخجل الفتى وقال انني لا استطيع الآن أن أنطق بما يجيش به صدري من تقدير عظيم لك أيها الشهم الكريم ولكنني سوف ابقى طيلة ايام حياتي أسيراً لفضلك وكرمك وتعاليمك القيمة .. التي اعادت إلى ثروتي .. وحفظت لي شرفي ... وخلصتني من تلك الأفعى التى أوقعني فيها جهلي بالأمور وعصياني للنصيح واندفاعي الى سبيل الهوى
فقال له الثري .. ما دمت قد وصلت الى هذا الحد من الفهم لواقعك .. فان ابنتي هي زوجتك الشرعية عش معها كما يعيش الأزواج مع زوجاتهم .. واذا شئت ان تضع أموالك مع أموالي فنكون شركاء في العمل فانني لا أرىفي ذلك مانعاً....
فرحب الشاب بهذا العرض وقبله وأضاف أمواله إلى أموال صديق والده